النهار
جريدة النهار المصرية

تكنولوجيا وانترنت

بعد اصرار واشنطن على إتمام الصفقة..

«النهار» تكشف الاسرار الخفية لصفقة تيك توك.. خبراء يحذرون: الصفقة فخ إسرائيلي جديد للتجسس وسرقة بيانات المستخدمين حول العالم

هند شاهين -

أثارت صفقة «تيك توك» بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تساؤلات كثيرة حول الإصرار الكبير من واشنطن على إتمام الصفقة بعد أزمة استمرت لشهور طويلة بين البلدين، كما فجرت تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حول الصفقة الاسرار الخفية حول كون التطبيق فخ إسرائيلي جديد للتجسس وسرقة بيانات المستخدمين حول العالم كما حذر خبراء أمن المعلومات.

اسرار خفية ونوايا غير معلنة كشفها إصرار واشنطن علي إتمام صفقة بيع شركة بايت دانس الصينية لـ «تيك توك »المنصة الأشهر في العالم لبث الفيديوهات القصيرة ونقل ملكيتها الي الولايات المتحدة الامريكية ، ففي سبتمبر الماضي وبعد أشهر مَدَّدَ خلالها الرئيس الأمريكي المهلة التي منحها لبايت دانس لأربعة مرات لنقل ملكية التطبيق لشركات أمريكية والتخارج من أعمالها في «تيك توك » بأمريكا تم الاتفاق بين واشنطن وبكين علي امتلاك تحالفاً أمريكيا يضم كل من شركة أوراكل وشركة سيلفر ليك بالإضافة الي شركة إم جي إكس 80 % من تيك توك علي أن تحتفظ الشركة الصينية بايت دانس بحصة أقل من 20 % من ملكية التطبيق .

الاصرار الأمريكي على السيطرة على «تيك توك» جاء مغلفاً بأسرار خفية غير الأسباب المعلنة لرغبة واشنطن في امتلاك التطبيق لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأمريكي ومخاوف حول تجسس الصين بتسريب «بايت دانس» بيانات المستخدمين الأمريكان لها وإقرار الكونجرس الأمريكي في 2024 قانوناً بحظر التطبيق مالم تنقل الشركة ملكية أعمالها في «تيك توك» لشركات أمريكية، و وهو القرار الذي أرجأه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأكثر من مرة ، لكن ما خفي كان أعظم فبإتمام الصفقة خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بتصريحات صحفية مع مؤثرين أمريكيين بنيويورك معرباً عن سعادته لإتمام الصفقة ومعلنا استخدام «تيك توك »كسلاح لمعركة إسرائيل القادمة بالإضافة الي منصات تواصل اجتماعي أخري كامنصة إكس .

كواليس صفقة بيع الصين «تيك توك» لأمريكا كشفت أهمية الدور الذي لعبه تطبيق الفيديوهات القصيرة في التأثير على الرأي العام الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية ورفض 57 % منهم حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي المحتل في قطاع غزة.

كما كشفت الرغبة الاسرائيلة في السيطرة على «تيك توك» بنقل ملكية التطبيق لشركات حليفة لإسرائيل كاشركة أوراكل المملوكة لـ «لاري إليسون» رجل الاعمال الأمريكي من أصول يهودية عن مخاوف بشأن تأثير هذه العلاقة على بيانات المستخدمين ليس في الولايات المتحدة الامريكية فقط بل وبيانات المستخدمين حول العالم.

وهو الامر الذي حذر منه خبراء الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات مؤكدين أن وجود شركات أمريكية تربطها علاقات قوية بإسرائيل في هيكل «تيك توك» الجديد في واشنطن يضع بيانات المستخدمين المجمعة من التطبيق حول العالم في خطر كبير خاصة أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية يرتبطان بشكل وثيق في مجال الامن السيبراني وتبادل البيانات والاستخبارات الرقمية.

وفي هذا السياق أوضح الدكتور وائل بدوي خبير أمن المعلومات وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بأكاديمية البحث العلمي لـ «النهار» أن المخاوف الحقيقية تكمن في خوارزمية «تيك توك» التي تجمع وتحلل البيانات وتعتمد على تتبع سلوك المستخدم داخل التطبيق ومن خلال هذه البيانات يمكن بناء ملف سلوكي وشخصي تفصيلي لكل مستخدم، هذه البيانات عند تخزينها في خوادم أمريكية يمكن أن تُستغل لأغراض أمنية أو سياسية إذا ما أعطيت الصلاحيات باستخدام الخوارزمية لهذه الأغراض.

وأضاف «بدوي» أن تصريحات نتنياهو لها أبعاد تقنية وسياسية وقال: "التحكم في خوارزمية تيك توك يعني التحكم المحتوي والتلاعب به وتضمينه رسائل سياسية معينة والترويج لها بدقة لتحويل المنصة الي أداة مؤثرة في الجمهور المستهدف."

وتابع خبير أمن المعلومات:" تصريحات نتنياهو بأن منصات التواصل الاجتماعي هي أسلحة إسرائيل في معركتها القادمة المقصود بها أن السيطرة الإعلامية الرقمية لمنصات التواصل الاجتماعي تترجم إلى نفوذ دولي، خصوصًا في الساحة الأمريكية التي تمثل منصة تأثير عالمية."

ولفت «بدوي» الي أن معظم تطبيقات التواصل الاجتماعي في الدول العربية هي تطبيقات أجنبية تجمع بيانات ملايين المستخدمين مؤكدا أنه على الدول العربية تطوير بدائل محلية والاستثمار في خوادم سحابية لتخزين بيانات المستخدمين داخل حدودنا.

كما أكد «بدوي» على أهمية توعية المستخدمين بالحفاظ على بياناتهم من خلال تعزيز الوعي الرقمي حول الموافقة على شروط الاستخدام وتقليل التتبع في إعدادات التطبيقات.