النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

وقف النار في غزة يبدأ بعد تصويت حكومة نتنياهو: اتفاق شرم الشيخ يدخل مرحلة التنفيذ

حكومة نتنياهو
هالة عبد الهادي -

في تطور لافت بعد مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ، أعلنت كل من إسرائيل وحركة حماس موافقتهما على المرحلة الأولى من إطار وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ويقضي بالإفراج المتبادل عن رهائن ومعتقلين، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من مناطق محددة داخل قطاع غزة.

ووفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ عقب موافقة الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ. ومن المقرر أن يعقد بنيامين نتنياهو اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية في الخامسة من مساء الخميس، يليه تصويت حكومي يقتصر على الجزء المتعلق بتبادل الرهائن والمعتقلين، دون أن يشمل الإطار الكامل للاتفاق.

وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN إن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة "على طول الخط الأصفر"، منسحبة من مدينة غزة وممر نتساريم، مع استمرار وجودها في نحو 53% من القطاع، "لضمان تنفيذ بنود الصفقة وتأمين عودة الرهائن".

لكن ميدانياً، لم تهدأ الأوضاع بعد. فقد أطلقت الدبابات الإسرائيلية النار في أحد محاور القطاع قبل ساعات من التصويت الحكومي المرتقب، فيما أظهرت مشاهد بث مباشر دبابات إسرائيلية تطلق نيرانها على طول طريق الرشيد الساحلي في محاولة لمنع المدنيين من العودة شمالاً نحو مدينة غزة، التي جرى إخلاؤها الشهر الماضي.

من جانبه، رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاتفاق، داعيًا إلى "تنفيذه الفوري" بما يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين و"إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة" إلى القطاع. كما ثمّن جهود الوسطاء مصر وقطر وتركيا، والدور المباشر الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تذليل العقبات الأخيرة.

ورغم الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق، أفادت منظمة الدفاع المدني في غزة بأن أصوات الانفجارات لا تزال تُسمع في مناطق عدة شمال القطاع، فيما رصدت وكالات الأنباء تصاعد الدخان فوق غزة في الساعات الأولى من صباح الخميس، ما يعكس هشاشة الوضع الميداني رغم التفاهمات السياسية.

وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مرجح أن يبدأ "الاثنين المقبل"، مؤكدًا أن بعض التفاصيل ما تزال قيد النقاش، وعلى رأسها نزع سلاح حماس ومستقبل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد وصف الاتفاق بأنه "نجاح دبلوماسي وانتصار وطني وأخلاقي لإسرائيل"، فيما أصدرت حماس بيانًا شكرت فيه ترامب والوسطاء الثلاثة: مصر وقطر وتركيا، معتبرة الاتفاق "خطوة نحو إنهاء العدوان ورفع الحصار".

وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة استعداد قصوى، حيث وجّه رئيس الأركان الجنرال إيال زامير قواته بـ"الاستعداد لأي سيناريو محتمل"، مؤكدًا أن مهام الجيش خلال الفترة المقبلة تتركز على ضمان تنفيذ الاتفاق وإعادة جميع الرهائن.

وفي مشهد مؤثر، عمّت الفرحة الحذرة شوارع غزة وتل أبيب على السواء، حيث احتفل ذوو الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، إلى جانب عائلات الأسرى الفلسطينيين الذين ينتظرون الإفراج عن أبنائهم، وسط آمال بأن يمثل اتفاق شرم الشيخ نقطة تحول حقيقية نحو إنهاء حرب غزة الطويلة وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من الاستقرار الإقليمي.