النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

زلزال سياسي في روما.. كونتي يضع ميلوني أمام معادلة فلسطين أو انتخابات مبكرة

زعيم المعارضة الإيطالية كونتي
هالة عبد الهادي -

يشهد المشهد السياسي الإيطالي واحدة من أعنف الهزات منذ سنوات، بعدما فجّر رئيس الوزراء الأسبق والقيادي البارز في الائتلاف الحاكم جوزيبي كونتي، مفاجأة مدوية برفضه العلني لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الشرق الأوسط. كونتي لم يكتفِ بالرفض، بل وجّه إنذارًا مباشرًا لرئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، مطالبًا إياها بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ووقف الدعم غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلا فإن البديل سيكون حلّ البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

خطوة كونتي وضعت الحكومة الإيطالية في مأزق معقّد، إذ يأتي هذا التحدي في وقت تواجه فيه ميلوني ضغوطًا اقتصادية متزايدة، وانقسامات داخل تحالفها اليميني. ووصف مراقبون في روما ما حدث بأنه "زلزال سياسي" يهدد بتفكيك التوازن داخل السلطة، خاصة أن كونتي يمتلك قاعدة جماهيرية مؤثرة، ويُنظر إليه باعتباره صوتًا معارضًا لتبعية إيطاليا العمياء لواشنطن.

فبينما تدفع ميلوني باتجاه البقاء ضمن الخط الأميركي – الإسرائيلي، يسعى كونتي لاستعادة ما يسميه "كرامة السياسة الخارجية الإيطالية"، عبر موقف أكثر استقلالية وانحيازًا لحقوق الفلسطينيين.

وفي هذا السياق، علق خبير العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الإيطالية والأوروبية فرانشيسكو جاليتّي : "ميلوني تواجه أصعب اختبار سياسي منذ وصولها للسلطة"، موضحًا أن عليها الموازنة بين ضغوط واشنطن وتوجهات الاتحاد الأوروبي، فمن جهة ترغب في تحقيق علاقات قوية مع ترامب، ومن جهة أخرى تسعى إلى تجنب العزلة داخل الاتحاد الأوروبي، وتحاول الموازنة بين علاقاتها مع أوروبا وبين مواقف تحالفها الحاكم، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية من الرأي العام والأحزاب المعارضة.

وأضاف: "القضية الفلسطينية أصبحت ورقة ضغط داخلية وخارجية في آن واحد، تشمل مصالح اقتصادية ودبلوماسية وإذا لم تُحسن ميلوني إدارة هذا التوازن فقد تجد نفسها أمام أزمة حكومية حقيقية".

ومع تصاعد الضغوط، يترقب الإيطاليون ما إذا كانت ميلوني ستغامر بالمواجهة وتتمسك بتحالفها مع ترامب ونتنياهو، أم ستنحني للعاصفة التي أطلقها كونتي، وتفتح الباب أمام تحوّل جذري في سياسة روما تجاه الشرق الأوسط.