ألمانيا بين سندان الدعم الإسرائيلي ومطرقة الأزمات الأخلاقية بعد توثيق الانتهاكات بحق الفلسطينيين

كشف الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية، دلالات تصريحات المستشار الألماني ميرتس، حول تأكيد دعمه للجيش الإسرائيلي وأن هذا ليس سرا وإسرائيل دولة عظيمة، حيث قال المستشار الألماني: «نحن ندعم الجيش الإسرائيلي وهذا ليس سرًا.. تضامننا غير المشروط مع إسرائيل لم يكن موضع شك بالنسبة لي أبدًا، فعلاقتي الشخصية معها ممتازة، إنها دولة عظيمة».
وقال «وازن» في تحليل له، إن هذه الجملة وحدها تلخّص التحوّل الواضح في الخطاب السياسي الألماني، الذي بات أكثر صراحة في انحيازه الكامل لتل أبيب، حتى وسط موجة الانتقادات الحقوقية ضد ممارسات الاحتلال في غزة، موضحاً أن برلين تحاول عبر هذا الخطاب أن تُعيد تثبيت موقفها التاريخي من دعم إسرائيل كجزء من مسؤوليتها التاريخية بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها في الواقع تواجه مأزقًا أخلاقيًا متزايدًا بعد توثيق الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف الدكتور محمد وازن، أن الخطاب الأخير لا يعكس فقط موقف ميرتس الشخصي، بل اتجاهًا سياسيًا أوسع داخل أوروبا، يرى أن دعم تل أبيب أصبح جزءًا من هوية الغرب السياسية، حتى عندما تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان، موضحاً أن هذه التصريحات تُعد رسالة مزدوجة: «دعم علني لتل أبيب، وإشارة ضمنية إلى أن ألمانيا لن تغيّر موقفها مهما كانت نتائج المفاوضات أو التحقيقات الجارية حول الانتهاكات».
وذكر أنه في المقابل، يتزايد الضغط الشعبي والإعلامي داخل ألمانيا نفسها، حيث خرجت أصوات أكاديمية وصحفية تنتقد هذا التضامن الأعمى وتعتبره مساهمة غير مباشرة في استمرار الحرب ومعاناة المدنيين، بحسب ما ذكرت وكالة DW وصحيفة دير شبيجل.