النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

تحول تاريخي في موقف حماس: موافقة على تسليم السلاح وإعادة هيكلة حكم غزة

حماس
هالة عبد الهادي -

كشف مصدر فلسطيني مطلع لـ"سكاي نيوز عربية"،اليوم الثلاثاء، أن حركة المقاومة الإسلامية حماس أبدت موافقة مبدئية على تسليم سلاحها إلى هيئة مصرية فلسطينية مشتركة، وذلك في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، والتي تهدف إلى وضع أسس اتفاق شامل لوقف الحرب في غزة.

وأوضح المصدر أن مسألة سلاح حماس كانت أحد أبرز الملفات الخلافية خلال جولات التفاوض السابقة، مشيرًا إلى أن الحركة أبدت هذه المرة استعدادًا للنقاش حول "آلية تسليم تدريجية ومنضبطة للسلاح"، تحت إشراف مصري مباشر وضمانات دولية.

وأشار المصدر إلى أن حماس وافقت كذلك على خروج عدد من قياداتها من قطاع غزة إلى دول خارجية، شريطة الحصول على ضمانات أميركية بعدم ملاحقتهم أو استهدافهم في المستقبل، معتبرة أن هذه الخطوة قد تساهم في تهيئة الأجواء لإنهاء المواجهة المستمرة منذ قرابة عامين.

وطلبت الحركة، وفق المصدر، وقف إطلاق النار الكامل وتعليق حركة الطيران الإسرائيلي في أجواء غزة لمدة لا تقل عن أسبوع، تمهيدًا لتجميع الرهائن الإسرائيليين وتسليمهم في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب.

وبحسب المعلومات، ستقوم حماس بموجب هذه المرحلة بالإفراج عن 48 رهينة إسرائيلية، بينهم أحياء وجثامين، مقابل إجراءات إسرائيلية موازية تشمل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط إلى القطاع.

كما أفاد المصدر بأن حماس رفضت بشكل قاطع تولي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إدارة قطاع غزة، لكنها قبلت أن يضطلع بدور رقابي عن بُعد ضمن الإطار الدولي المقترح لمتابعة تنفيذ الاتفاق.

في المقابل، رفضت الحركة تسليم القطاع للجنة دولية انتقالية، لكنها وافقت على دخول قوات الأمن الفلسطينية المدربة في مصر والأردن لتتولى مهام أمنية محددة داخل القطاع.

وسيرأس خليل الحية وفد حماس المفاوض في جلسات شرم الشيخ عبر الوسطاء المصريين والقطريين، فيما يجري فريق آخر من الحركة مفاوضات موازية مع السلطة الفلسطينية لبحث آلية تسليم إدارة القطاع إلى لجنة إدارية تابعة للحكومة الفلسطينية.

ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المفاوضات حراكًا سياسيًا متزايدًا بدفع أميركي ومصري لإرساء هدنة طويلة الأمد في غزة، وسط مؤشرات على ليونة غير مسبوقة من جانب حماس، مقابل حذر إسرائيلي في التعامل مع المقترحات المطروحة على الطاولة.