هل تم قطعها بالمنشار؟.. تفاصيل سرقة لوحة أثرية نادرة بسقارة

نسمه غلاب -
ضجت منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، بواقعة اختفاء لوحة أثرية نادرة من منطقة سقارة الأثرية بالجيزة، هذه الواقعة تأتى بعد مرور أيام قليلة على واقعة سرقة أسورة أثرية فرعونية من داخل المتحف المصري والتي شغلت الرأي العام، الأمر الذي يستدعي وقفة حازمة لإعادة تقييم الإجراءات الداخلية والإدارية.
ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن هذه اللوحة المنقوشة تضم ثلاثة فصول من مشاهد الحياة اليومية في مصر القديمة، وتنتمي اللوحة الأثرية المفقودة إلى مقبرة “خنتي كا” بمنطقة سقارة الأثرية، خاصة بالتقويم وفصول العام، وهي لوحة فريدة ولها قيمة أثرية كبيرة، وسادت حالة من الغضب والاستنكار جراء هذه الواقعة والعبث بالآثار الفرعونية وسط تداول أنباء أنه تم قطع هذه اللوحة الأثرية ونشرها من المقبرة بواسطة «منشار»، دون أن ينتبه أحد لغيابها.
تصدرت واقعة اختفاء اللوحة الأثرية من سقارة تريند محركات البحث وحديث الرأي العام ، وسط تداول أنباء أنه تم قطعها بمنشار، وأن الواقعة تعود إلى عام 2018/ 2019، ولكن تم اكتشاف السرقة منذ عدة أشهر وتم التحقيق داخليا في الواقعة، ورفعت تقارير بذلك إلى الجهات المختصة.
واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الواقعة ومن قبلها سرقة أسورة أثرية فرعونية وتم صهرها وبيعها على أنها ذهب، وتداول العديد من التساؤلات الجوهرية التي لا يمكن التغاضي عنها كيف يمكن أن تختفي قطعة أثرية من موقع ومخازن أثرية؟ اين التأمين والمتابعة؟ وكيف لم يتم اكتشاف الواقعة طوال هذه المدة إلا بعد تداولها إعلاميا؟، وسط مطالبات بتشديد إجراءات تأمين المقتنيات الاثرية وعقوبات قاسية على من تسول له نفسه المساس للآثار المصرية .
وقال الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات تليفزيونية، إن المقبرة كانت تُستخدم كمخزن للآثار منذ خمسينيات القرن الماضي، وتم اكتشاف اختفاء اللوحة في أثناء عمل بعثة أثرية مؤخرًا، موضحًا أن اللجنة التي شُكلت فورًا أثبتت غياب جزء من اللوحة التي تبلغ أبعادها نحو 63×40 سنتيمترًا، ليتم تحويل الواقعة بالكامل إلى النيابة العامة للتحقيق.
وأشار إلى أن آخر فتح للمقبرة كان قبل جائحة كورونا عام 2018، ولم تُسجل وقتها أي ملاحظات بشأن اختفاء القطعة، مؤكدًا أن الدولة تبذل جهودًا ضخمة لحماية الآثار من خلال بناء مخازن مؤمنة جديدة، ونقل القطع القديمة إليها، حيث تضم المخازن المصرية أكثر من مليوني قطعة أثرية.
وعن حقيقة قطع ونشر هذه اللوحة الفرعونية النادرة باستخدام منشار، أفاد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الحديث عن استخدام منشار لقطع اللوحة ما يزال قيد التحقيق، مشيرًا إلى أن الجزء المختفي من اللوحة لا يمكن بيعه بسهولة.
وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان لها ،إنها أحالت واقعة اختفاء لوحة أثرية نادرة من مقبرة "خنتي كا" بسقارة إلى النيابة العامة للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
الواقعة بعد نحو أسبوعين من سرقة أسورة ذهبية أثرية من المتحف المصري بالتحرير، تعود إلى عصر الانتقال الثالث، ويتبع مقتنيات الملك أمنموبي، وذلك من داخل خزينة حديدية بمعمل الترميم.