النهار
جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى ميلاده.. بليغ حمدي صوت الألحان الخالدة

بليغ حمدي
تقرير/ عبير عبد المجيد -

تمر اليوم ذكرى ميلاد الموسيقار بليغ حمدي، صاحب الألحان التي تركت أثرًا لا يُنسى في وجدان كل عاشق للموسيقى العربية. منذ بداياته في القاهرة عام 1931، في بيت محب للفن، حيث تعلم العود في سن مبكرة، وحتى دراسته في معهد فؤاد الأول (الكونسرفاتوار حاليًا)، لفت الأنظار بموهبته الفريدة التي جمعت بين الأصالة والتجديد.

عرف بليغ حمدي بكونه ملحنًا متمردًا على القوالب التقليدية، لكنه ظل وفيًا للروح الشرقية في موسيقاه. تعاون مع كبار مطربي الوطن العربي، فكان شريكًا في نجاحات أم كلثوم بأغانٍ خالدة مثل "أنساك"، "حب إيه"، و"بعيد عنك". كما ألّف ألحانًا لعبد الحليم حافظ، منها "سواح"، "زي الهوى"، و"موعود"، لتصبح جزءًا من الذاكرة الموسيقية العربية، مترابطة بمشاعر الحب والحزن والفرح.

لم تقتصر موسيقاه على الطرب فقط، بل حملت رسائل وطنية، بعد نكسة 1967، ألّف لحن "عدى النهار" لعبد الحليم، رمزًا للألم والأمل في آن واحد، وعقب نصر أكتوبر تصدرت ألحانه المشهد بأغانٍ وطنية مثل "البندقية اتكلمت" و"عاش اللي قال".

تعاون بليغ أيضًا مع الراحلة وردة، وقدم معها مجموعة من أجمل أغانيها مثل "العيون السود"، "خليك هنا"، "حنين"، "حكايتي مع الزمان"، "دندنة"، و"مالو ولو سألوك"، لتكون وردة أكثر فنانة تعاون معها بليغ في مسيرته.

بليغ حمدي كان حالة فنية نادرة، جمع بين البساطة والعمق، الطرب الشعبي والموسيقى الراقية، ملهمًا أجيالًا من الفنانين. وقد تعاون مع نجوم آخرين مثل فايزة أحمد، شادية، نجاة، صباح، ميادة الحناوي، عزيزة جلال، علي الحجار، هاني شاكر، محمد رشدي، سميرة سعيد، ولطيفة. تميزت ألحانه بالسهولة والروح الشرقية، وحملته ألقاب مثل "ملك الموسيقى" و"لحن الشجن".

توفي بليغ حمدي في 12 سبتمبر 1993 عن عمر ناهز 62 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا متنوعًا شمل الرومانسية والوطنية، أغاني الأطفال، والإبتهالات الدينية، من بينها ألحانه الشهيرة للشيخ سيد النقشبندي مثل "مولاى". في ذكرى ميلاده، نستعيد صوته في الأوتار وكلماته، مؤكدين أن الفن الحقيقي يظل حيًا في قلوب المستمعين، كما عاش بليغ حمدي في وجداننا وذكرياتنا الموسيقية.