النهار
جريدة النهار المصرية

أهم الأخبار

مصر تقود اليونسكو لأول مرة: العناني في المنصب الأرفع عالميًا في الثقافة

د.خالد العناني
أهلة خليفة -

في حدث تاريخي يمثل نقطة تحول كبيرة لمصر والعالم العربي، فاز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ليصبح أول مصري وعربي يتولى قيادة هذه المنظمة الأممية العريقة منذ تأسيسها قبل أكثر من سبعين عامًا.

هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة سنوات طويلة من العمل الجاد والتفاني في خدمة الثقافة والتراث المصري والعالمي.

فوز كاسح وتأييد دولي واسع

في سابقة غير مسبوقة بتاريخ منظمة اليونسكو، حصد الدكتور العناني 55 صوتًا من أصل 57 في التصويت الذي أجراه المجلس التنفيذي للمنظمة لاختيار المدير العام الجديد، مقابل صوتين فقط لمنافسه الكونغولي فيرمان ماتاكو.

هذا التأييد الكاسح يعكس حجم الثقة الدولية والمكانة التي يتمتع بها الدكتور العناني كشخصية دولية ذات تأثير بارز في مجالي الثقافة والتراث.

مسيرة علمية ومهنية متميزة

وُلد الدكتور خالد أحمد العناني عام 1971 في محافظة الجيزة، وبدأ مشواره الأكاديمي بالحصول على بكالوريوس في الإرشاد السياحي، وهو المجال الذي غذّى شغفه بالحضارة المصرية والثقافات المختلفة.

تابع دراسته العليا في فرنسا، حيث حصل على دبلوم الدراسات المتقدمة (DEA) ثم درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول-ڤاليري مونبلييه 3.

على مدار أكثر من ثلاثين عامًا، ترك العناني بصمات واضحة في عدة مجالات، فقد عمل أستاذًا لعلم المصريات في جامعة حلوان، وتولى الإشراف على المتحف المصري بالقاهرة، وكذلك المتحف القومي للحضارة المصرية، وهو مشروع استراتيجي نال دعمًا ورعاية من منظمة اليونسكو نفسها.

من وزارة الآثار إلى وزارة السياحة: دمج استراتيجي ناجح

في عام 2016، عُيّن الدكتور العناني وزيرًا للآثار، حيث أدار هذا القطاع الحيوي برؤية أكاديمية ونهج عملي متوازن. وفي 2019، تم دمج وزارة الآثار مع وزارة السياحة، ليصبح أول وزير يتولى إدارة الوزارتين معًا منذ عام 1966.

هذا الدمج ساهم في تحقيق تكامل غير مسبوق بين جهود حماية التراث وتنمية السياحة، مما عزز صورة مصر الثقافية على المستوى العالمي.

إنجازات بارزة ومشروعات رائدة

خلال فترة توليه الوزارة، أشرف الدكتور العناني على افتتاح أكثر من 50 مشروعًا لترميم مواقع أثرية ومباني تاريخية ودينية، كما أطلق فعاليات ثقافية عالمية استقطبت اهتمام العالم، أبرزها:

احتفالية طريق الكباش في الأقصر
موكب المومياوات الملكية الذي تابعه الملايين عالميًا

هذه الفعاليات لم تكن مجرد عروض، بل رسائل حضارية أكدت على عمق وتنوع التراث المصري.

تكريمات دولية مستحقة

نظير إسهاماته البارزة، حصل الدكتور خالد العناني على عدد من الأوسمة والتكريمات الدولية الرفيعة، من بينها:

وسام الفنون والآداب برتبة فارس من فرنسا (2015)
وسام الاستحقاق من جمهورية بولندا (2020)
وسام الشمس المشرقة من إمبراطور اليابان (2021)

مستقبل واعد لليونسكو بقيادة مصرية

بتوليه منصب المدير العام لليونسكو، يحمل الدكتور خالد العناني تطلعات ملايين المصريين والعرب لتعزيز دور المنظمة في حماية التراث الثقافي والطبيعي، ونشر قيم السلام، والتفاهم بين الشعوب من خلال الثقافة والتعليم والعلوم.

ويأتي هذا الإنجاز الكبير تزامنًا مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، ليُضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها الدولة المصرية على الساحة الدولية، ويُشكل رمزًا جديدًا للفخر الوطني والعربي.