النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كواليس مكالمة الرئيس الأمريكي برئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن غزة.. ماذا حدث في الاتصال؟

نتنياهو
كريم عزيز -

كشفت تقارير إعلامية بموقع أكسيوس الأميركي، بجانب تصريحات مسؤولين أميركيين، وبيانات رسمية من واشنطن وتل أبيب، كواليس مكالمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موضحة أنه بعد إعلان حماس موافقتها المبدئية على خطة الرئيس الأميركي بشأن غزة بادر ترامب بالاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي ليخبره أن الرد «أخبار جيدة»، لكن المفاجأة أن نتنياهو لم يشارك الرئيس الأميركي حماسه، وقال له ببرود: «لا يوجد ما يدعو للاحتفال، هذا الرد لا يعني شيئًا»، حسبما ترجم الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية والدراسات الاستراتيجية.

بحسب مسؤول أميركي لموقع «أكسيوس» فقد ترامب أعصابه وردّ قائلًا: «لا أعرف لماذا أنت دائمًا سلبي بهذا الشكل. هذا مكسب، خذه كما هو.. هذه فرصتك لتحقيق النصر».

المكالمة، بحسب مصادر أميركية رفيعة، كشفت إصرار ترامب على دفع نتنياهو لإنهاء الحرب، إذا أبدت حماس استعدادًا للتفاوض، وفي مقابلة لاحقة، قال ترامب: «قلت لبيبي إن هذه فرصته لتحقيق النصر، وعليه أن يكون موافقًا. معي، يجب أن تكون موافقًا».

وبالفعل، بعد ساعات من المكالمة، أصدر ترامب بيانًا دعا فيه إسرائيل إلى وقف الغارات الجوية في غزة وبعد ثلاث ساعات فقط، أمر نتنياهو بوقف الهجمات، وبالنسبة لرد حماس الرسمي على خطة ترامب تضمّن استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش من غزة، لكنها طالبت بمفاوضات حول التفاصيل.

رأي ترامب في ذلك فرصة لفتح باب صفقة كبرى، بينما تعامل نتنياهو معه كـ«رفض مقنّع»، خوفًا من أن يُفهم داخليًا أنه تراجع أمام الحركة، وأكدت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو أراد تنسيق الرد مع واشنطن لتفادي أن يظهر وكأن حماس قدمت عرضًا إيجابيًا تُحرجه أمام اليمين داخل حكومته.

وذكرت التقارير، أن المكالمة التي بدأت بخلاف سياسي، انتهت عمليًا بقرار إنهاء الغارات، وفرض ترامب رؤيته ميدانيًا، وأجبر نتنياهو على التهدئة كجزء من تنفيذ خطة السلام التي يعتبرها «مشروعه الشخصي».

لكن مسؤولين في واشنطن أكدوا أن الحوار بين الرجلين كان «حادًا ومعقدًا»، وأن ترامب لم يُخفِ انزعاجه من تردّد نتنياهو وضعف قدرته على اتخاذ قرار واضح.

وقال الدكتور محمد وازن، أن القصة تكشف تحوّلًا في المعادلة فالقرار لم يعد في تل أبيب وحدها، بل في واشنطن، ويتصرف ترامب باعتباره الطرف الذي يملك مفتاح الحرب والسلام في غزة بينما نتنياهو بات يتلقى التعليمات أكثر مما يصدرها، ورغم محاولات التجميل الإعلامي اللاحقة فإن الواقع السياسي أظهر بوضوح أن من أوقف القصف لم يكن نتنياهو بل ترامب.