خطر يهدد حياة الأمهات والأطفال ..«بيزنس الولادة القيصرية» بين «الاستهال» و«الاستغلال»
في الوقت الذي تسعى الدولة ممثلة في وزارة الصحة والسكان إلى تقليل معدلات الولادات القيصرية غير المبررة التي سجلت معدلات كبيرة في مصر، غير أن بعض الأطباء يلجأون إلي استخدام شعارات دعائية للترويج للولادة القيصرية التي أصبحت منتشرة على صفحات الفيس بوك وبنارات الدعاية، مثل "ولادة بدون آلام" وغيرها من الشعارات والأوهام التي تروج للولادة القيصرية والتخويف من الولادة الطبيعية ، هذا الأمر الذي يستلزم موقفا حادا ورادعا قويا تجاه مثل هؤلاء المخالفين.
تصدرت مصر ضمن أعلى دول العالم في معدلات «الولادة القيصرية» حسب إحصائيات رسمية، حيث سجلت خلال الآونة الحالية ارتفاعا كبيرا في احصائيات ومعدلات الولادات القيصرية تخطت الـ72% ، رغم مخاطرها ومضاعفاتها على صحة السيدات والأطفال على حد سواء، الأمر الذي أثار جدلا وتداول تساؤلات في أواسط الرأي العام، هل نحن أمام ضرورة طبية حقيقية؟، أم أن «الولادة القيصرية» أصبحت الخيار الاسهل للأم، وبمثابة سبوبة تجارة «بيزنس» وبصفة خاصة داخل أروقة المستشفيات والعيادات الخاصة.
متحدث الصحة: نسب القيصرية ارتفعت إلى 72% في مصر
وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن نسب الولادات القيصرية وصلت إلى 72%، موضحا أنه تم أجراء بحث في الوزارة تبين من خلاله أن %60 من سبب انتشار الولادات القيصرية بيكون رأي مقدم الخدمة "الطبيب" من %20 لـ 25% بيكون قرار المريضة.
ونوه الدكتور« عبد الغفار» خلال تصريحات له، أن الولادة القيصرية في المستشفيات الحكومية تكلف 4 آلاف جنيه بينما تبدأ من 15 ألف في الخاص، وهناك أرقام أكبر بكثير.. أضعاف سعر الولادة الطبيعية.
التزايد الملحوظ في معدلات «الولادة القيصرية» يُعد ظاهرة خطيرة تحتاج إلي التوعية بمخاطرها، ما دفع وزارة الصحة والسكان، خلال الأيام القليلة الماضية، لاتخاذ حزمة من الإجراءات التنظيمية الملزمة لجميع المنشآت الطبية الخاصة، بهدف تعزيز الولادة الطبيعية الآمنة وخفض معدلات العمليات القيصرية غير المبررة طبيًا، وألزمت المنشآت الطبية الخاصة بتقديم تقارير إحصائية شهرية مفصلة تشمل، إجمالي عدد الولادات في كل منشأة، ونسبة الولادات القيصرية وتصنيفها وفقًا لنظام “روبسون”.
ومن جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية من الولادة القيصرية، مؤكدة أنها باتت الأكثر انتشاراً حول العالم، وأن الولادة الطبيعية باتت بمثابة الاستثناء، مما يهدد حياة ملايين النساء والأطفال، إذا ما تم إجراء هذه الجراحة دون حاجة أو ضرورة طبية إليها.
ما هي أسباب ارتفاع نسب الولادات القيصرية ؟
حسب مصادر طبية فإن ارتفاع نسب الولادات القيصرية في مصر، واتجاه أغلب السيدات الي هذه الجراحة، يرجع لعدة أسباب متشابكة ما بين «استسهال» من الطرفين، حيث اعتمد الكثير من الأطباء على الولادة القيصرية كخيار أسرع وأسهل وأكثر ربحا ماديا، إلى جانب ضعف وعي الكثير من السيدات بفوائد الولادة الطبيعية، وترسيخ مفاهيم مغلوطة في عقولهن أن الآلام المترتبة على الولادة القيصرية أقل من الطبيعية وهو أمر غير صحيح علميا، حيث أن أوجاع وآلام الولادة الطبيعية مؤقتة وتزول عقب الولادة، أما في حال الولادة القيصرية فإن آلام عملية فتح البطن وخياطتها، تستمر لعدة أسابيع بعد الولادة علاوة على مضاعفات أخرى محتملة، وسط تحذيرات من مخاطر وتداعيات الولادة القيصرية، والتوعية بالاتجاه إلى الولادة الطبيعية من خلال اطلاق وتدشين حملات توعوية موسعة للحث على الولادة الطبيعية بدل القيصرية.
أطباء: «الولادة القيصرية »السبب الرئيسي وراء عجز «حضانات الأطفال»
وأوضح خبراء الصحة إلى أن ارتفاع نسب الولادات القيصرية أدي الي حدوث عجزا كبيرا في حضانات الأطفال حديثي الولادة، وذلك لدخول أعداد كبيرة من الأطفال الذين يدخلون الحضانات بسبب هذا النوع من الولادة، وزيادة الطلب علي ألبان الأطفال، فضلا عن تسببها في ظهور عدة أمراض لدي الأطفال المبتسرين.
ومن جانبها قالت أحد السيدات في العقد الرابع من عمرها، أنها سبق لها عدة تجارب واقعية مع عمليات الولادة القيصرية، وأوضحت أن أغلب السيدات وخاصة الأجيال الحالية من الفتايات الشابات يفضلن الولادة القيصرية، لكونها الأريح والأسهل لهن وتقيهن من مخاطر مخاض الولادة، وتابعت : مفيش طلق ولا حاجة السيدة بتبقى متابعة مع طبيب ويوم الولادة يفتح بطنها ويطلع الجنين والأم تفوق وتروح لمنزلها في نفس اليوم .
ومن جانبها قالت سيدة أخرى ، إن زيادة نسب الولادات القيصرية في مصر تتطلب وقفه جادة من وزارة الصحة ومؤسسات الدولة المعنية للحد من هذه الظاهرة والتفتيش في أسبابها والوقوف أمامها وحلها وتوعية السيدات بمخاطرها المحتملة وايجابيات الولادة الطبيعية على صحة المرأة والطفل.
وتابعت: الولادة القيصرية دي بقت تجاره..حالة الأم الحامل تبقى تمام طول الحمل والدكتور يتحجج بأي سبب لكي يقنعها بـ« القيصري» وتخويفهن بمزاعم طبية،لازم تولدي دلوقتي في خطر عليكي وعلي الجنين وغيرها من هذه الأوهام ، لتجد السيدة نفسها تقبل بالولادة القيصرية.
وأشارت إلى أن المركز أو المستشفيات الخاصة تضع تسعيرة باهظة مبالغ فيها للولادة القيصرية دون رقابة وكأنها تجارة وليست مهنة سامية، حيث بلغ متوسط سعر الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة 10 ألف جنيه كحد أدني وتختلف حسب المكان، متسائلة إين الرقابة من هذا العبث ؟ اين وزارة الصحة من الجشع والطمع حتى لو على حساب آلام ومتاعب الناس ؟! اين الضمير ؟!
وأجمعت العديد من السيدات علي أن بعض الأطباء يرجحون الولادة القيصرية في المستشفيات الخاصة لتحقيق أرباح مادية في ظل ارتفاع فواتير الولادة القيصرية، وإجراء أكثر من حالة ولادة في اليوم، دون توضيح مضاعفات الولادة القيصرية.
وقالت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والمشرف العام على المجلس القومي للسكان، إن التغيير في الفكر المجتمعي جعل الكثير من السيدات يعتبرن الولادة القيصرية خيارًا أسهل وأقل ألمًا من الولادة الطبيعية، وهو ما دفعهن لطلبها مباشرة من الأطباء.
وأكدت «الألفي» أن الولادة الطبيعية أكثر أمانًا كما يحدث عالميًا، مشيرة إلى أن القطاع الخاص يُجري أكثر من 70% من الولادات في مصر، مقابل 20% فقط في القطاع الحكومي، ما يستلزم تشديد الرقابة وتطبيق الأدلة الإرشادية الصادرة عن وزارة الصحة.