قارب الأمل.. متطوعو الهلال الأحمر يعبرون النيل لإنقاذ أهالي دلهمو
لم تكن المسافة بين الضفة والضفة مجرد مياه مرتفعة، بل كانت فاصلاً بين المعاناة والأمل.
على قارب خشبي بسيط، جلس متطوعو الهلال الأحمر المصري بالمنوفية، يرتدون ستراتهم الحمراء، وأيديهم تمسك بحواف القارب بثبات، يعبرون النهر في طريقهم إلى قرية دلهمو بمركز أشمون، التي حاصرتها مياه النيل وقطعت عنها الطرق.
تحرك الفريق صباح اليوم برئاسة محمد موسى، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر بالمنوفية، في مشهد يجسد معنى العمل الإنساني في أسمى صوره، لتوصيل المساعدات الغذائية والطبية والعاجلة للأسر المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النيل، والذي تسبب في غمر عشرات المنازل وتشريد عدد من الأسر.
على ضفة النهر، وقف الأهالي بوجوه أنهكها القلق، يلوّحون للمتطوعين القادمين إليهم بالأمل. لم تمنعهم حرارة الشمس ولا صعوبة الطريق ولا خطر المياه، فالمهمة كانت واضحة,،الوصول للناس قبل أن تصلهم الأزمة.
هذه الجهود الإنسانية جاءت تزامنًا مع زيارة محافظ المنوفية إلى القرية، حيث قاد بنفسه قوافل الدعم الطبي والغذائي، واستمع إلى شكاوى المتضررين، ووجّه بتقديم دعم مالي وعيني عاجل للأسر، مؤكدًا أن الدولة وأجهزتها التنفيذية لن تتوانى عن مساندة المواطنين في مثل هذه المواقف الطارئة.
تعاون ميداني بين الأجهزة التنفيذية وفرق الهلال الأحمر ومؤسسات المجتمع المدني جسّد روح التضامن وقت الشدة، وترك بصمة من الإنسانية وسط مشهد صعب رسمته مياه النيل المرتفعة، لكن غلب عليه نور العطاء
