النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

لماذا نشر الرئيس الأمريكي تعليق حماس على خطته لإنهاء الحرب في غزة قبل صدور بيان رسمي من البيت الأبيض؟

ترامب
كريم عزيز -

كشفت تقارير نيويورك تايمز وواشنطن بوست ومجلة تايم، ترجمها عزت إبراهيم المحلل السياسي، عن أن تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد حماس بمهلة تنتهي الأحد بشأن ردها على خطته لوقف إطلاق النار في غزة، لم يكن مجرد ضغط عابر، بل إعلان عن نفسه كصاحب القرار الوحيد في مشهدٍ معقد، ولم يعد يتحدث كطرف يراقب تفاوض الآخرين، بل كرئيس يفرض مسارا واضحا.

وذكرت التقارير بحسب «إبراهيم»، أن هذا المسار يقول إما قبول الخطة أو مواجهة عسكرية لا سابقة لها، وهذه اللغة النارية التي لجأ إليها في بياناته لم تكن موجهة للحركة فقط، بل أيضا لإسرائيل التي لطالما اتهمه خصومه داخل أمريكا بأنه يتركها تفعل ما تشاء، فإعطاء حماس مهلة واضحة يعني ضمنيا أنه كان يرسم خطا على الأرض لا يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاوزه، وفي الداخل الأمريكي، صُوّرت هذه الخطوة باعتبارها دليلًا على أن ترامب لا يخضع لأحد، بل هو من يملي الشروط.

وذكرت التقارير، أن الرئيس الأمريكي نشر نص بيان حماس قبل أن يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض كان حركة محسوبة، موضحة أنه يدرك أن السبق في الإعلام أهم من المداولات الداخلية وأراد أن يسجل لنفسه الإنجاز قبل أن يعلنه الآخرون والتفاخر بأنه «أجبر حماس على التحرك» وهذا الأسلوب منحه زمام المبادرة، ووضعه في صورة الرجل الذي يكتب القصة لا من يقرأها.

وأوضحت التقارير الإعلامية الأجنبية، أن عائلات الرهائن سارعت إلى التعبير عن الأمل والشكر، وهو ما غذى رواية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن خطته ناجحة، بغض النظر عن الغموض الذي يكتنف موقف حماس: «ثم يصعد ترامب بيانا يطلب وقفا فوريا للهجوم على غزة. وهي أول مرة تطلب أمريكا من إسرائيل وقف إطلاق النار للتفاوض».

ونوهت إلى أن هذا السلوك لم يكن فقط معركة ضد حماس، بل أيضا ضد نتنياهو، فالرئيس الأمريكي الذي أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي على الاعتذار لقطر بعد ضربة الدوحة، كان يرسل رسالة مفادها: «لا أحد يعلو على سقف البيت الأبيض» وما حدث في الدوحة كان تجاوزا للخطوط، وترامب استثمره ليعيد فرض انضباط جديد على حليفه، وفي الوقت ذاته يرد على سردية تاكر كارلسون الذي وصفه بأنه تحت قبضة نتنياهو: «هنا كان ترامب يضع النقاط على الحروف، فهو الذي يجبر نتنياهو على الاعتذار، لا العكس».

وذكرت أن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، الذي وُصف بأنه «التفاوض بالقصف» فتح الباب أمام تغيير ديناميكية كاملة، ولم يعد نتنياهو قادراً على التصرف بمعزل عن الحسابات الأمريكية، حيث استغل ترامب هذا ليعيد الإمساك بالمشهد، فارضا على إسرائيل أن تظهر بمظهر الخاضع في لحظة حاسمة، مؤكدة أن هذا التغيير أكسبه وزنًا جديدًا في أعين الوسطاء العرب الذين كانوا يرون واشنطن تترك إسرائيل تعيث كما تشاء. اليوم، مع اعتذار علني من نتنياهو، بدا ترامب وكأنه أعاد تعريف العلاقة.