ترامب يضغط على نوبل للسلام: ”إهانة للولايات المتحدة” واللجنة تؤكد استقلال قرارها

واصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الضغط غير المباشر على اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام، مطالباً بأن تمنح الجائزة للولايات المتحدة، واصفاً عدم حصوله عليها بأنه "إهانة كبيرة للبلاد"، خاصة بعد إعلان خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وفي خطاب أمام كبار القادة العسكريين الأميركيين، تساءل ترامب: "هل ستحصلون على جائزة نوبل؟ بالتأكيد لا. سيمنحونها لشخص لم يفعل شيئاً على الإطلاق"، مؤكداً أن ذلك يمثل إهانة للولايات المتحدة. وأضاف أن هدفه ليس شخصياً، بل يسعى لمنح الجائزة للبلاد: "لا أريدها لنفسي، أريد أن تنالها البلاد. يجب أن تنالها، لأن شيئاً كهذا لم يحدث من قبل".
وفي سياق حديثه عن إنجازاته، كرر ترامب مزاعمه بشأن إنهائه سبع حروب منذ عودته للرئاسة في يناير الماضي، مشيراً إلى أنه إذا نجحت خطته لإنهاء الحرب في غزة، التي أعلنها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، "فسيكون بذلك قد أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر، وهذا إنجاز كبير جداً".
وقالت إدارة ترامب إن الحروب التي زعم الرئيس إنهاءها تشمل: كمبوديا وتايلاند، كوسوفو وصربيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، باكستان والهند، إسرائيل وإيران، مصر وإثيوبيا، وأرمينيا وأذربيجان.
كما أعاد ترامب إلى الأذهان استياءه من منح الرئيس الأسبق باراك أوباما جائزة نوبل للسلام عام 2009، مشيراً إلى أن أوباما حصل عليها بعد أشهر قليلة من توليه الرئاسة، وهو ما اعتبره خطوة مبكرة وغير مستحقة.
ورغم الضغوط الإعلامية والعلنية، أكدت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل أن هذه الحملات لن تؤثر على قراراتها. فقد قال أمين سر اللجنة، كريستيان بيرغ هارفيكن، لفرانس برس: "بالطبع نلاحظ وجود اهتمام إعلامي كبير موجه نحو مرشحين معينين، لكن هذا لا يؤثر على المناقشات الجارية داخل اللجنة".
ويأتي هذا التوتر في وقت تشهد فيه الجائزة اهتماماً متزايداً من وسائل الإعلام العالمية، وسط ضغوط متكررة من قادة دول حول العالم، الأمر الذي يسلط الضوء على التحديات التي تواجه اللجنة في الحفاظ على استقلالية اختياراتها. كما يشير محللون إلى أن سعي ترامب للحصول على الجائزة يعكس جزءاً من استراتيجيته السياسية لتعزيز صورته أمام قاعدة مؤيديه ووسائل الإعلام الدولية، واستثمار إنجازاته العسكرية والدبلوماسية في حملته الانتخابية المستقبلية.