النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

حماس تميل للموافقة على خطة ترامب : قراءة في المواقف والتحولات

محمد سبيته .. يوضح قراءة في المواقف والتحولات
أحمد مرعي -

تشير التطورات الأخيرة في الساحة الفلسطينية إلى أن حركة حماس باتت تُظهر مرونة أكبر تجاه بعض المقترحات السياسية الأميركية، وعلى رأسها خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن". هذه المرونة لا تعني بالضرورة قبولاً كاملاً بالخطة، لكنها تعكس إدراك الحركة لحجم التحديات الإقليمية والدولية، ورغبتها في البقاء لاعباً أساسياً ضمن المشهد السياسي الفلسطيني.

يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني محمد سبيته أن الموقف الجديد لحماس يمكن قراءته في إطار إعادة التموضع السياسي الذي تنتهجه الحركة منذ سنوات. ويضيف أن المتغيرات الإقليمية، خاصة تقارب بعض الدول العربية مع إسرائيل، فرضت على حماس إعادة تقييم خياراتها. فالحركة التي طالما تبنت خطاباً متشدداً تجاه التسويات السياسية، بدأت الآن تتحدث بلغة أكثر مرونة، تتيح لها الانخراط في مسارات دبلوماسية من دون خسارة رصيدها الشعبي المقاوم.

ويشير سبيته إلى أن ما يدفع حماس إلى هذا التحول هو إدراكها أن الواقع الإقليمي لم يعد كما كان قبل عقد من الزمن. فالدول العربية الرئيسية لم تعد تضع القضية الفلسطينية في صدارة أولوياتها، بينما الضغوط الاقتصادية والأمنية في غزة باتت هاجساً يومياً للحركة وللسكان على حد سواء. لذلك، فإن إظهار الاستعداد لمناقشة بعض بنود خطة ترامب قد يكون وسيلة لتحسين شروط التفاوض أو للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية مرحلية.

في المقابل، لا تزال حماس ترفض جوهر الخطة الذي يتجاهل الحقوق التاريخية للفلسطينيين في القدس واللاجئين والحدود. لكن الحركة، وفق رؤية سبيته، تسعى إلى تقديم نفسها كطرف "براجماتي" قادر على التعامل مع المبادرات الدولية، على عكس الصورة النمطية التي يحاول خصومها تسويقها. هذا الموقف قد يمنحها فرصة أكبر في الحوار مع أطراف إقليمية ودولية تبحث عن تهدئة واستقرار في المنطقة.

ويخلص سبيته إلى أن حماس ليست بصدد التنازل عن ثوابتها، لكنها تدرك أن السياسة فن الممكن، وأن الانفتاح الجزئي على خطة ترامب هو جزء من تكتيك أوسع يهدف إلى تعزيز حضورها السياسي وإبقاء ورقة غزة بيدها. فالحركة بين مطرقة الأزمات الداخلية وسندان الضغوط الخارجية، تسعى إلى موازنة دقيقة تحافظ بها على دورها كحركة مقاومة، وفي الوقت نفسه كقوة سياسية تحاول إيجاد موقعها في أي تسوية قادمة.