النهار
جريدة النهار المصرية

المحافظات

فتاة ترسم بقدميها أبهرت رئيس الوزراء برسوماتها خلال زيارته للمنوفية

ندى خلال لقاءها مع رئيس الوزراء
أحمد عبد السميع -

بين لحظات العمل الرسمي وجولات التفقد الميدانية، خطفت موهبة شابة من ذوي الهمم الأنظار، بعدما أبهرت رسوماتها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي خلال زيارته لمحافظة المنوفية، ليصبح المشهد عنوانًا جديدًا لقوة الإرادة وقدرة الإنسان على تحدي المستحيل.

وخلال اللقاء، طلبت ندى علام من رئيس الوزراء أن ينقل سلامها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تعتبره الداعم الأكبر لذوي الهمم، كما ناشدته توفير فرصة عمل مناسبة لظروفها الصحية، وهو ما استجاب له اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، حيث وعدها بتوفير فرصة عمل تتناسب مع حالتها وموهبتها.

إنها ندى علام، ابنة مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، البالغة من العمر 25 عامًا، والتي ولدت بلا ذراعين، لكنها لم تستسلم لظروفها، بل قررت أن تحيا حياة مختلفة، تنسج أحلامها بقدميها، وتلون الأمل على أوراقها، لتؤكد أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، وإنما في الفكر والإرادة.

تقول ندى: "خلقني الله بدون ذراعين، لكن أسرتي لم تشعرني يومًا بالعجز، وهو ما منحني قوة كبيرة وعزيمة لا تلين، فتعلمت أن أعتمد على نفسي، وأن أفعل كل شيء بقدميّ، حتى الرسم الذي عشقته منذ سن الخامسة."

بدأت رحلتها مع الفن بمحاولات شاقة للتحكم في القلم والورق بقدمها، لكنها لم تيأس. ومع كل تجربة، تطورت موهبتها، حتى شاركت في معارض مدرسية وثقافية، وحصدت المركز الأول على مستوى محافظة المنوفية، كما نالت تكريمًا من الدكتور معوض الخولي رئيس جامعة المنوفية الأسبق، وتكريمًا آخر من نائب وزير التعليم العالي لتفوقها في الثانوية العامة.

ولدت ندى في المملكة العربية السعودية، ثم عادت إلى مصر لتستقر مع أسرتها في حي ميت خاقان بمدينة شبين الكوم، وهناك بدأت خطواتها نحو بناء قصة كفاحها الخاصة، حيث لم تكن حياتها سهلة، لكنها صممت أن تحول التحديات إلى إنجازات.

لم يتوقف طموحها عند حدود الموهبة فقط، فقد حصلت على وسام أوائل الثانوية العامة، ثم تخرجت في كلية الآداب قسم علم الاجتماع بجامعة المنوفية، وتابعت دراستها حتى التحقت ببرنامج الماجستير في إدارة الأعمال أون لاين بجامعة الملكية البريطانية.

وتضيف ندى: "عندي أحلام كثيرة أتمنى تحقيقها، ومنها أن أحصل على الدكتوراه، وألتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يهتم برعاية ودعم ذوي الهمم، كما أحلم أن أكون في يوم من الأيام وزيرة من متحدي الإعاقة."

ندى علام لم تكن مجرد فتاة واجهت إعاقتها، بل صارت نموذجًا مضيئًا لشباب مصر، ورسالة أمل لكل من يعتقد أن الحلم مستحيل. لقد حولت ضعف الجسد إلى قوة إرادة، وجعلت من رسوماتها سفيرًا للجمال والإصرار، لتبقى شاهدًا حيًا على أن ذوي الهمم هم بالفعل طاقة مضيئة في طريق الوطن.