النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

كيف كرّس الرئيس الأمريكي معادلة السلام مقابل الاستثمار في خطة إنهاء الحرب بغزة؟

ترامب
كريم عزيز -

أكد عزت إبراهيم، المُحلل السياسي، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة ربطت أي مستقبل فلسطيني بمدى قبول الإصلاحات التي طرحتها رؤية ترامب 2020، موضحاً أن هذا يضع الفلسطينيين أمام معادلة قاسية فإما أن يقبلوا شروطاً شبه مستحيلة، أو يُتركون خارج أي عملية سياسية هكذا، تحوّل خطاب البيت الأبيض إلى أداة ضغط مضاعفة على الفلسطينيين، تحرمهم من الشرعية إذا رفضوا، وتضعهم تحت وصاية صارمة إذا قبلوا. في الحالتين، تُدار غزة من خارجها بينما تُستخدم المعاناة الإنسانية كمدخل للتدخل الدولي.

وقال «عزت» في تحليل له: «من زاوية أخرى، ركّز ترامب على أن الخطة مدعومة بأموال دول غنية، وأن التمويل سيجعل التنفيذ ممكناً»، موضحاً أن هذه الإشارة إلى الخليج لم تكن تقنية، بل سياسية فمشاركة أموال النفط في إعادة إعمار غزة مقابل نزع سلاحها يكرّس معادلة السلام مقابل الاستثمار، ويحوّل القضية الفلسطينية من ملف سيادة إلى ملف اقتصادي، وبالنسبة لترامب، الذي يتعامل مع السياسة بمنطق الصفقات، فإن المال هو الضمانة الحقيقية للاستقرار.

واستثمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه الفكرة ليؤكد أن اتفاقات أبراهام يمكن أن تتوسع، وأن هناك دولاً عربية وإسلامية ستلتحق بالمسار. تحدث عن إمكانية إعادة إحياء الاتفاقات وإدخال لاعبين جدد، معتبراً أن ما جرى في غزة قد يكون نقطة انطلاق لـ«شرق أوسط جديد»، وبحسب عزت إبراهيم، فإن هذا الاستخدام لمفهوم التطبيع كامتداد لانتصار الحرب يربط بين الميدان أو ساحة المواجهة والدبلوماسية، ويجعل من غزة مدخلاً لتوسيع دائرة السلام مع دول كانت مترددة سابقاً.