كيف سوّق الرئيس الأمريكي لخطة إنهاء الحرب في غزة سياسياً؟

علّق عزت إبراهيم، المُحلل السياسي، على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، موضحاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم الخطة باعتبارها امتداداً لعمليات عسكرية سابقة ضد إيران، مثل «أسد صاعد» و«مطرقة منتصف الليل»، وبهذا الربط، حاول أن يُظهر أن الانتصار في غزة ليس مجرد معركة محلية، بل جزء من صراع أوسع مع طهران، وأن الحرب وفّرت فرصة لإعادة صياغة التوازن الإقليمي: «هذا الاستخدام المتعمد لإيران في الخطاب يتيح له تقديم الحرب كخط دفاع أول عن الحضارة في وجه البربرية، ويمنحه شرعية أكبر لدى جمهوره الداخلي وحلفائه الدوليين».
وذكر عزت إبراهيم، أنه في خطاب ترامب، كان لافتاً أنه استعاد ملف القدس والجولان وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني ليقول إنه أفضل صديق لإسرائيل في تاريخ الرئاسة الأميركية، وبهذا، أراد أن يطمئن الإسرائيليين بأن خطته لا تتضمن أي تنازل عن الأمن، بل تأتي بعد سجل طويل من الانحياز، في الوقت نفسه، حاول أن يخفف من صورة الانحياز عبر سردية الدعم العربي والإسلامي، وهذه الموازنة الدقيقة بين الانحياز المعلن والتعددية الشكلية تمثل جوهر أسلوب ترامب في تسويق الاتفاق.
أما في البيت الأبيض تلك الليلة، لم يكن الفلسطينيون طرفاً في المشهد، وفق عزت إبراهيم، حيث جرى الحديث عنهم بوصفهم موضوعاً للإدارة والإصلاح أو العزل، لا بوصفهم شركاء سياسيين. ترامب ونتنياهو أعادا سردية انسحاب 2005 من غزة لتأكيد أن الفلسطينيين أضاعوا فرصتهم حين سلّموا السلطة لحماس، وهذا الخطاب أعاد تحميل الفلسطينيين وحدهم مسؤولية الانهيار، مع تجاهل منظومة الحصار والاحتلال. النتيجة أن هذه الخطة وُضعت كعقوبة جماعية وصيغة لإعادة تأهيل غزة على يد الخارج.