النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

أسطول الصمود ينطلق من تركيا نحو غزة متحدياً الحصار الإسرائيلي

أسطول الصمود
هالة عبد الهادي -

أعلن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة، اليوم الاثنين، أنه بات على بُعد ثلاثة إلى أربعة أيام من الوصول إلى شواطئ القطاع، مؤكداً أنه سيدخل خلال يومين منطقة عالية المخاطر، وسط تهديدات إسرائيلية باعتراضه.

وقال الأسطول، عبر صفحته على فيسبوك، إن سفينتيه الرئيسيتين "أوهوايلا" و"أول إن" تبعدان 366 ميلاً بحرياً (589 كيلومتراً) عن غزة، مع توقّع الوصول خلال 3 – 4 أيام. وأضاف أن قوام الأسطول ارتفع إلى 44 سفينة بعد انضمام قاربين جديدين، مشدداً: "عزيمتنا راسخة، لكن هذه المرحلة تتطلب أقصى درجات اليقظة والتضامن العالمي. انضموا إلينا.. أوقفوا الإبادة.. أبقوا أنظاركم نحو غزة".

تل أبيب تتحضر للاعتراض

من جانبها، كشفت القناة العبرية الرسمية "كان" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عملية عسكرية لاقتحام سفن الأسطول في عرض البحر، متوقعة أن تصل إلى سواحل غزة في غضون أربعة أيام، بالتزامن مع "عيد الغفران اليهودي".

وذكرت القناة أن وحدة الكوماندوز البحري أجرت تدريبات ميدانية في الأيام الأخيرة استعداداً لعملية السيطرة، مدعية أن الهدف هو "تقليل الأذى للمشاركين". وأشارت إلى أن إسرائيل عرضت نقل المساعدات عبر ميناء "أشكلون" أو قبرص أو حتى الفاتيكان، لكن المنظمين رفضوا، واعتبرتها تل أبيب "خطوة استفزازية".

أما موقع "والا" العبري، فأفاد بأن وزارة الصحة الإسرائيلية رفعت حالة التأهب في عدد من المستشفيات تحسباً لوقوع إصابات نتيجة مواجهة محتملة مع المشاركين، خاصة في ظل محدودية عمل الطواقم الطبية خلال عطلة "يوم الغفران".

أكبر محاولة جماعية لكسر الحصار

يضم "أسطول الصمود" نحو 50 سفينة أبحرت من اليونان، محملة بمساعدات إنسانية، ولاسيما أدوية ومستلزمات طبية، ويشارك فيه أكثر من 500 ناشط مدني من 40 دولة من قارات مختلفة، ضمن تحالف يضم "اتحاد أسطول الحرية" و"حركة غزة العالمية" و"قافلة الصمود".

ويُعد هذا التحرك الأول من نوعه بهذا الحجم منذ فرض الحصار على غزة. وتعرضت بعض سفن الأسطول خلال الأسابيع الماضية لتحليق طائرات عسكرية مجهولة، بل لهجمات بطائرات مسيرة أدت إلى 12 انفجاراً خلّفت أضراراً مادية، دون وقوع إصابات.

الحصار والمأساة الإنسانية في غزة

تأتي هذه التطورات بينما يعيش أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار خانق فرضته إسرائيل منذ 2007، وشددته في مارس الماضي بإغلاق جميع المعابر ومنع دخول الغذاء والدواء، مما تسبب في تفاقم المجاعة التي أودت بحياة مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً دامية على القطاع بدعم أميركي وغربي، خلّفت حتى الآن أكثر من 66 ألف شهيد و168 ألف جريح وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، إلى جانب دمار واسع طال معظم مدن القطاع وبناه التحتية.

ويخشى مراقبون أن يتكرر سيناريو اعتراض سفينتي "مادلين" و"حنظلة" في يونيو ويوليو الماضيين، حين نفذت البحرية الإسرائيلية عمليات قرصنة في عرض البحر لمنع وصول سفن مشابهة إلى غزة.

ردود فعل دولية وأممية

أثار تحرك "أسطول الصمود" اهتماماً دولياً واسعاً، إذ دعت منظمات حقوقية وأممية، منها هيومن رايتس ووتش واللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، إلى حماية النشطاء ومنع أي محاولة لاعتراض السفن بالقوة، معتبرة أن "الأسطول يمثل مبادرة إنسانية مشروعة تتماشى مع القانون الدولي".

كما طالب عدد من النواب الأوروبيين والأميركيين حكوماتهم بالضغط على إسرائيل لتفادي تكرار سيناريو "مرمرة" عام 2010، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى إثر اقتحام دامٍ نفذته البحرية الإسرائيلية بحق سفينة تركية كانت متجهة إلى غزة.

وفي الوقت ذاته، حذرت أوساط دبلوماسية في الأمم المتحدة من أن أي عملية إسرائيلية عنيفة ضد الأسطول قد تؤدي إلى تصعيد التوتر الإقليمي، خصوصاً مع ازدياد الضغوط الدولية على تل أبيب لإنهاء حصارها المستمر على القطاع ووقف الحرب المستمرة منذ نحو عامين.