النهار
جريدة النهار المصرية

المحافظات

أزمة بيئية تتحول لفرصة اقتصادية..”خشب البلاستيك” ابتكار مصري في طريقه للاكتشاف

روان حمزاوى -

يواجه العالم تحديًا كبيرًا أمام أزمة مخلفات البلاستيك، والتي أصبحت تشكل خطرًا على التوازن البيئي، كما أنها تعتبر ضمن العوامل الرئيسية في التغيرات المناخية، بالإضافة إلى أنها تهدد الحياة البحرية، ويرجع ذلك لصعوبة تحلل البلاستيك بمختلف أنواعه بمرور السنين على عكس المخلفات الأخرى الذي ينتهى بها المطاف بالدفن أو الحرق، ويأتي دور البحث العلمي في فتح أفاق جديد لإيجاد حلول عملية وفعالة للقضاء على الكوارث والأزمات، وإعادة توظيفها في صورة جديدة لتوفير أقصى استفادة ممكنة.

وكان الدكتور أحمد العريان، باحث في المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، أول من اعتمد فكرة توظيف مخلفات البلاستيك وإعادة استخدامها بصورة مختلفة في الوطن العربي والشرق الأوسط، واستثمار حجم المخلفات في ملف البحث العلمي من خلال تجميعها ومعالجتها وصهرها وإنتاج "خشب البلاستيك"، والذي يعتبر اكتشاف علمي مبهر، حيث أنه يعمل بشكل أساسي على معالجة أزمة مخلفات البلاستيك والتي تشكل كارثة بيئية ومناخية، بالإضافة إلى دعم الحفاظ على الغطاء النباتي من الأشجار والذي يساهم بشكل كبير في امتصاص وتقليل عملية التلوث البيئي، ويحافظ على اتزان الغازات والأبخرة في الغلاف الجوي.

ويقول العريان، أن مشكلة المخلفات البلاستيكية هي مخلفات متراكمة على مدار سنوات طويلة قد تجاوزت مئات السنين، وأن ضمن خواصها عدم التحلل بيولوجيًا مما يتسبب في بقائها على نفس الصورة دون حدوت تغيير أو تفكك لجزيئاتها، ما يجعلها سريعة الدخول للبيئة، نتيجة المعدلات الاستهلاكية العالية، مضيفًا أن العمر النهائي لاستخدام البلاستيك أقل بكثير من عمر إنتاجه، حيث أنه تم اكتشاف كمية من مخلفات البلاستيك بحجم جزيرة في المحيط الهادئ تعادل ضعف مساحة مصر.

وأضاف العريان، أنه يستهدف جمع مخلفات البلاستيك، ويقوم بإضافة بعض المواد كأنواع من النباتات البحرية ونشارة الخشب، ومزجهم ثم الانتقال بعد ذلك لعملية الصهر، ليخرج مادة جديدة تسمى "خشب البلاستيك"، موضحًا أنه استطاع إتمام التجربة من خلال استخدام عدة أنواع من البلاستيك منها، بولي إثيلين، وبولي بروبلين، وبي في سي، مؤكدًا على أن مصر هي الدولة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط في استهلاك البلاستيك بشكل كبير.

وأوضح العريان، أن خشب البلاستيك يمتلك مزايا أكبر من الخشب الطبيعي، حيث يمكن التحكم في سمكه وصلابته، وإنتاج الكمية بحسب الطلب، بالإضافة إلى أنه لايمتلك مسامات وبالتالي مقاوم للمياه والحشرات والآفات الضارة، وعازل للحرارة، وعمره الافتراضي أطول حيث أنه معالج لمقاومة التأكل والتكسر مع مرور الوقت، كما أنه مقاوم للحرائق، ويدخل في العديد من الصناعات منها، الأثاث، والأرضيات، والحوائط بالإضافة تعدد مجالات استخدامه، وسهولة إعادة تدويره.

أشار العريان، إلى أن خشب البلاستيك له العديد من المميزات والفوائد في مختلف النواحي الاجتماعية منها توفير فرص عمل للشباب، مما يساهم في تقليل نسب البطالة ورفع كفاءة الإنتاج المحلي، والبيئية مثل تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن احتراق كميات هائلة من المخلفات، بالإضافة إلى الحفاظ على الغطاء النباتي والذي يلعب دورًا كبيرًا في التوزان البيئي، والاقتصادية منها المساهمة في تشغيل المصانع بمختلف الصناعات وتصدير المنتجات بما سيساهم في توفير العملة الصعبة.