جسر الخير: مصر تطلق أضخم قافلة إغاثة إلى غزة عبر التاريخ

منذ اللحظات الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحركت مصر بكل ثقلها الإنساني والسياسي، لتؤكد أنها الحصن العربي الأول الداعم للشعب الفلسطيني. وكان مشهد القوافل المصرية وهي تتجه نحو معبر رفح تجسيدًا عمليًا لهذا الموقف، لتأتي قافلة "جسر الخير" كأضخم مبادرة إغاثية في تاريخها، تحمل رسالة تضامن حيّة من دولة وشعب.
هذه القافلة لم تكن مجرد شاحنات محملة بالغذاء والدواء، بل كانت تعبيرًا عن موقف مصري راسخ يزاوج بين الدعم الإنساني والتحرك السياسي والموقف السيادي الثابت برفض أي حلول تنتقص من حقوق الفلسطينيين أو تمس بالأمن القومي المصري.
ومع تصاعد الأحداث، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسيير قوافل إنسانية عاجلة، وكلف الأجهزة المعنية، وعلى رأسها الهلال الأحمر المصري، بفتح غرفة عمليات دائمة لمتابعة احتياجات غزة. وخلال شهور الحرب، عبرت إلى القطاع أكثر من 15 ألف شاحنة مساعدات، حملت مواد غذائية وأدوية ومعدات طبية ووقودًا وخيامًا ومياه شرب، إلى جانب إنشاء مستشفيات ميدانية ونقاط إسعاف على الجانب المصري من المعبر لخدمة المصابين.
ولم تقتصر هذه الجهود على الدولة وحدها، بل شاركت فيها المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص والمواطنون، في مشهد وطني موحّد جسّد عمق الترابط بين الشعبين المصري والفلسطيني. كما وفرت مصر تسهيلات استثنائية، بفتح معبر رفح لأيام متتالية، وتأمين ممر آمن للمساعدات الدولية عبر أراضيها، فضلًا عن استقبال مئات الجرحى الفلسطينيين لعلاجهم في مستشفياتها.
لقد جاءت قافلة "جسر الخير" محمّلة برسائل تتجاوز حدود المساعدات: أن مصر لا تقبل تجويع الفلسطينيين أو تركهم بلا سند، وأن معابرها خُصصت للدعم لا للتهجير، وأن غزة قضية أمن قومي لمصر قبل أن تكون قضية عربية.