النهار
جريدة النهار المصرية

المحافظات

تضحيات وبطولات رجال الحماية المدنية في حريق المحلة.. قلوب لا تعرف الخوف

وسام المصري -

لم يكن حريق مصنع "غزل البشبيشي" بالمحلة الكبرى، مجرد حادث مأساوي خلف وراءه 13 وفاة وعشرات المصابين، بل كان ساحة تجلت فيها أروع صور البطولة والفداء لرجال الحماية المدنية الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الآخرين.

وسط الدخان الكثيف والنيران المشتعلة، روى شهود عيان قصصًا عن رجال تجاوزوا حدود الواجب المهني إلى قمة التضحية الإنسانية.

أحد المصابين حكى قائلًا: "في ضابط اسمه البحيري، كان بيجري في كل مكان، كأن قلبه ميت، مش خايف من النار ولا الانهيار، وفضل يساعد الناس لحد ما البيت وقع وهو بيحاول ينقذ المصابين، واتنقل للمستشفى وسطهم"، شهادة عكست كيف تحول الواجب إلى شجاعة استثنائية.

أما الرائد عمرو الزغل، أحد أبرز أبطال الحماية المدنية في الحادث، فقد أشاد به الأهالي والمصابين على حد سواء، إذ ظل يقاتل النيران بلا توقف حتى أثناء إصابته، قال أحد الشهود: "الراجل ده بيقطع راحته عشان ينقذ الناس"، في دلالة واضحة على نكران الذات الذي ميز عمله.

ولم تكن بطولة الملازم أول محمد عماد أقل تأثيرًا، حيث نجح في إنقاذ العديد من الأرواح وسط الحريق، ليثبت أن الشجاعة لا ترتبط بالعمر أو الرتبة، وإنما بالمسؤولية تجاه حياة الآخرين.

حاليا، يرقد الضباط الثلاثة في أحد مستشفيات المحلة لتلقي العلاج، إلى جانب عدد من أفراد الحماية المدنية المصابين، بينما يرفع الأهالي أيديهم بالدعاء لعودتهم سالمين إلى أسرهم وذويهم، كما لم ينسوا الدعاء للشهداء من رجال الحماية المدنية الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إنقاذ الآخرين.

ليثبت رجال الحماية المدنية مرة أخرى، أن لقب "خط الدفاع الأول" لم يأتِ من فراغ، وإنما من بطولات وتضحيات تسطر بمداد الشرف والدم.