النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

نص تحقيق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أشرف مروان: ملاك الكذب هكذا عمل ضد إسرائيل

نص التحقيق
كريم عزيز -

كشف الدكتور محمد وازن، خبير الشئون الإسرائيلية، عن نص تحقيق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أشرف مروان، وكيف كان مثالا للخداع الاستراتيجي، وكيف خدع إسرائيل لدرجة أسموه «الملاك الكاذب» للكاتب الصحفي الاستقصائي رونين بيرجمان.

تحت عنوان «ملاك الكذب.. هكذا عمل أشرف مروان ضد إسرائيل» جاء التحقيق في صحيفة من كبريات الصحف الإسرائيلية، وذكر أنه حتى اليوم يُعدّ الملاك أفضل جاسوس حظيت به الاستخبارات الإسرائيلية على الإطلاق، ذاك الذي أصغت له الحكومة كلها، والذي حذّر من حرب يوم كيبور. كما رُفضت بقوة الشبهات التي أثيرت على مرّ السنين بأنه كان في الحقيقة عميلًا مزدوجًا. غير أن تحقيقًا موسّعًا لملحق "7 أيام" يكشف أنه كان رأس الحربة في الخداع المصري.

وذكر التحقيق: «حوتِل، سجول، نَبوزَرْعادان كان لأشرف مروان، الجاسوس الأرفع الذي شغّلته إسرائيل في مصر منذ عام 1970، الكثير من الأسماء في الموساد، وهي أسماء شفرة هدفها الأساس إرباك الاستخبارات المصرية. لكن داخل الموساد كانوا يطلقون عليه ببساطة الملاك. ولم يكن ذلك مصادفة: فقد عُدّ مروان عميلًا من الأحلام، "حدثًا يقع مرة في الحياة"، وفق وصف مسؤول سابق في الموساد كان ضالعًا في تشغيله بعد حرب يوم كيبور. جاسوس بدا كأنه هبط على الموساد من السماء. إن كميات المواد المكتوبة السرية التي جلبها "الملاك" من قمة الهرم المصري — التي كانت آنذاك العدو الأكبر والأقوى لإسرائيل، ما يعادل إيران اليوم — كانت غير متصوَّرة. جبال الوثائق والمعلومات التي نقلها إلى إسرائيل جرى التحقق منها وتقاطعها مع مصادر أخرى. ومعظم مواد مروان اجتازت كل اختبار. "أفضل عميل للموساد على الإطلاق"، قالوا عنه».

بعد خمسين عامًا على حرب يوم كيبور، وفي حفل خاص على عشب مقرّ الموساد، وصفه رئيس الموساد دافيد برنيا بأنه "عميل رائع". وأضاف برنيا: «كان لدينا مصادر هيومينت (استخبارات بشرية) ممتازة، وكان الأبرز والأرفع بينها جميعًا هو 'الملاك'". أما الادعاءات التي أثيرت على مرّ السنين بأن الملاك"كان في الحقيقة عميلًا مزدوجًا، فقد رفضها برنيا رفضًا قاطعًا. وبقوله، إن الموضوع خضع للفحص مرارًا وتكرارًا من قِبل الجيش الإسرائيلي والموساد، وجميعهم توصلوا إلى النتيجة نفسها: «الملاك كان عميلًا استراتيجيًا». وقد راجعتُ الأمر مجددًا أيضًا"، صرّح برنيا. "بعد قراءة كل التقارير ذات الصلة، أستطيع أن أقول بقلب مطمئن وبثقة كاملة، بقدر ما يسعني الحكم على الأمور — إن أشرف مروان كان عميلًا مهمًا وذا شأن كبير. كل من يدّعي خلاف ذلك، برأيي، على الأرجح يبحث عن شهرة أو ببساطة لا يفهم الصورة الاستخباراتية والهيومينت."