النهار
جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى رحيله.. نجاح الموجي أيقونة الكوميديا بين ”طاطا وريكا والكيت كات”

نجاح الموجي
تقرير/ عبير عبد المجيد -

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان نجاح الموجي، الذي غاب عن عالمنا في مثل هذا اليوم 25 سبتمبر عام 1998، بعد أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا إرثًا فنيًا متنوعًا جعله من أبرز نجوم الكوميديا في مصر خلال الثمانينات والتسعينات. وعلى الرغم من مرور سبعة وعشرين عامًا على وفاته، ما زالت إفيهاته وأدواره تضيء الذاكرة الفنية وتُضحك الأجيال المتعاقبة.

وُلد الموجي يوم 11 يونيو 1945 بقرية ميت الكرماء التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية. حمل في البداية اسم عبد المعطي محمد الموجي، قبل أن يختار لنفسه اسم "نجاح" تيمنًا بشقيقه الأكبر، نشأ في أسرة كبيرة، والتحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، إذ حاول مرارًا الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية دون أن يُوفق، ليشق طريقه الفني بأسلوبه الخاص، جامعًا بين عمله الحكومي الذي وصل فيه إلى درجة وكيل وزارة الثقافة، وبين عشقه للمسرح والتمثيل.

بدأ مشواره الفني مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح في مسرحية فندق الأشغال الشاقة عام 1969، ومنها انطلقت مسيرته التي صنعت منه واحدًا من أهم الوجوه الكوميدية على المسرح المصري، قدم بعدها مجموعة من الأعمال الناجحة التي رسخت اسمه في ذاكرة الجمهور، مثل المتزوجون، مولد سيدي المرعب، وخد الفلوس واجري.

أما السينما فشهدت حضورًا قويًا له، إذ شارك في أفلام بارزة منها: الكيت كات، الحب فوق هضبة الهرم، ليه يا بنفسج، البحر بيضحك ليه، التحويلة، أربعة في مهمة رسمية، وزيارة السيد الرئيس. وعلى شاشة التلفزيون، تألق في مسلسلات عديدة بينها: أهلا بالسكان، بوابة الحلواني، سر الأرض، نحن لا نزرع الشوك، وحكاية أمل.

لم يكن نجاح الموجي مجرد ممثل يطلق الضحكات، بل كان حالة فنية متفردة. إفيهاته الشهيرة ما زالت حاضرة حتى اليوم، مثل: "صح بس هنكر" من فيلم الكيت كات، و"أنا الشعب من مسرحية المتزوجون. كما ترك بصمة في الغناء الكوميدي من خلال أغنيات مثل: حنكورة حكالنا حكاية، واتفضل من غير مطرود.

ورغم الأضواء، ظل الموجي إنسانًا بسيطًا، متزوجًا من السيدة عائشة فريد عوض، وأبًا لابنتين هما شيماء وأيتن، التي سارت في طريق الإعلام بالتلفزيون المصري.

وفي فجر الجمعة 25 سبتمبر 1998، أسدل الستار على حياة فنان ظل حتى لحظاته الأخيرة فوق خشبة المسرح، حيث انتهى عرضه الأخير في مولد سيدي المرعب ليودع بعدها الدنيا. رحل الجسد، لكن بقيت البهجة التي صنعها، لتؤكد أن الفن الحقيقي لا يزول، وأن ذكرى نجاح الموجي ستظل عنوانًا للضحكة المصرية الأصيلة.