كيف دمرت إسرائيل فكرة حل الدولتين؟.. تقارير أجنية توضح التفاصيل

اعترفت فرنسا وبريطانيا ودول أخرى بالدولة الفلسطينية، بهدف التوصل إلى صيغة مدعومة دوليًا لإنهاء الصراع المستمر منذ نصف قرن بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإقامة دولتين تعيشان بسلام جنبًا إلى جنب. لكن بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، ترى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن إمكانية حل الدولتين تبدو أبعد من أي وقت مضى.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تسعى جاهدًة إلى إجهاض الجهود الرامية إلى حل الدولتين، من خلال الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة أكثر فأكثر، كما يستبعد العديد من القادة الإسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الآن إمكانية السماح للفلسطينيين بالاستقلال. وغياب حل الدولتين سيترك إسرائيل تحكم ملايين الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى.
وقال نتنياهو، الأحد الماضي: «لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. لسنوات، منعت قيام هذه الدولة، رغم ضغوط هائلة في الداخل والخارج».
تجمع معظم المقترحات المطروحة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة. لكن يتمسك الإسرائيليون بالسيطرة الكاملة على كامل الأرض، رافضين منح الفلسطينيين دولة، وقالت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، مرارًا إنها تنوي الاعتراف بدولة فلسطينية في نهاية المطاف، لكنها لن تفعل ذلك إلا في ختام مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل حول حل الدولتين عن طريق الاتفاق.
وفي تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية الثانية، عقد المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون جولات متعددة من المحادثات، أمل الفلسطينيون أن تفضي إلى قيام دولة مستقلة. وكجزء من اتفاقيات أوسلو، اتفقوا على إنشاء السلطة الفلسطينية، التي لا تزال تدير بعض مناطق الضفة الغربية.
لكن المحادثات انهارت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع قيام إسرائيل بحملة قمع واسعة ضد الفلسطينيين، وأرسلت دباباتها إلى المدن الفلسطينية الكبرى، وأجرى المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون آخر مفاوضات سلام جادة خلال إدارة أوباما. وأشرف على تلك المحادثات نفس القادة الذين لا يزالون في السلطة حتى اليوم: نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول حكمًا في إسرائيل، ومحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية.
وظلت عملية السلام راكدة لعقد من الزمان تقريبًا في أعقاب تلك المحادثات. ثم جاء هجوم الفصائل على المستوطنات بغلاف غزة في 7 أكتوبر 2023، وبدأت إسرائيل حربها المدمرة على القطاع الفلسطيني، ومع تدمير إسرائيل مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية في غزة، انتهز اليمين الإسرائيلي المتطرف الفرصة لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة بشكل كبير. يعيش في الضفة الغربية المحتلة حوالي 500 ألف مستوطن يهودي إلى جانب 3 ملايين فلسطيني.
ويأمل قادة المستوطنين الإسرائيليين أن يتمكنوا، بتعزيز قبضتهم على الضفة الغربية، من إجهاض إمكانية قيام دولة فلسطينية. وقدمت الحكومة الإسرائيلية خططًا لبناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات خلال عام 2025 وحده، وفقًا لمنظمة السلام الآن الإسرائيلية المعنية بمراقبة الاستيطان، ويأمل الداعمون لحل الدولتين في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُخضع الفلسطينيين لحياة قاسية من خلال نقاط التفتيش والمداهمات الإسرائيلية لكن الإسرائيليين يزعمون أن إنشاء الدولة الفلسطينية من شأنه أن يشجع على شن المزيد من الهجمات على إسرائيل الأصغر والأضعف. ويؤكد القادة الإسرائيليون بكل صراحة أنهم لن يسمحوا أبدًا بقيام دولة فلسطينية.