بعثة الآثار الإيطالية بالفيوم: ”مصر وطننا الثاني ولن نغادرها”

في مواجهة شائعات انتشرت مؤخرًا على بعض المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، خرجت الدكتورة باولا دافولي، رئيسة البعثة الإيطالية للتنقيب عن الآثار بمنطقة ديمية السباع بمحافظة الفيوم، بتصريحات واضحة وحاسمة، نفت خلالها أي نية لتوقف البعثة عن عملها أو انسحابها من مصر، مؤكدة أن مثل هذه الأقاويل "لا تمت للحقيقة بصلة"، وأن البعثة باقية وتواصل نشاطها كعادتها منذ أكثر من عقدين.
قالت دافولي: "البعثة لم تتوقف عن العمل ولا موسم واحد، بل كنا اليوم تحديدًا في مكتب الآثار بالفيوم لإنهاء الإجراءات اللازمة لبدء موسم عمل جديد خلال الأسبوع الجاري". وأضافت أن البعثة تعمل وفق خطة منظمة، وبالتنسيق الكامل مع وزارة السياحة والآثار، ما يعكس التزامها بالجدول الزمني السنوي للبعثات الأجنبية العاملة في مصر.
•• نفي حاسم للشائعات
في الأيام الماضية، رددت بعض التقارير غير الدقيقة أن البعثة تواجه أزمات مالية بسبب ما قيل عن "مطالبات مالية غير قانونية" من بعض المفتشين، وهو ما نفته دافولي جملة وتفصيلًا، مؤكدة أن علاقتهم بالمفتشين ومع مدير عام آثار الفيوم الأستاذ أشرف صبحي هي "على أحسن ما يكون"، وأنهم لم يجدوا سوى الدعم والتعاون والإخلاص.
وأشارت إلى أن مثل هذه الأخبار المغلوطة أثارت لديها حالة من الغضب والانزعاج، ليس فقط لأنها غير صحيحة، بل لأنها تحاول النيل من علاقة راسخة ومثمرة بين البعثة والجانب المصري.
•• إرث علمي ممتد منذ 2003
تعود بداية نشاط البعثة الإيطالية في موقع ديمية السباع إلى عام 2003، حيث ساهمت منذ ذلك الحين في تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة، التي أثرت المكتبة العلمية المصرية والعالمية، وكشفت عن جوانب جديدة من تاريخ الفيوم القديم ودورها في الحضارة المصرية.
وقدمت البعثة على مدار السنوات الماضية دراسات متخصصة حول العمارة والآثار الجنائزية والقطع الفنية المكتشفة في المنطقة، ما جعلها واحدة من أبرز البعثات الأجنبية من حيث الاستمرارية والإنجازات.
•• مصر.. قلب الحضارة ووطن ثانٍ
لم تقتصر تصريحات دافولي على نفي الشائعات فحسب، بل عبرت أيضًا عن اعتزازها العميق بالعلاقات المصرية – الإيطالية، مؤكدة أن: "كل أعضاء البعثة يعتبرون مصر وطنهم الثاني، فهم يعيشون بين أهلها، ويتعاملون مع تاريخها وحضارتها يوميًا، ويعدون الأيام للعودة إليها في كل موسم جديد".
وأضافت أن التعاون العلمي مع الجانب المصري يقوم على أساس من الاحترام المتبادل، وأن السنوات الماضية أثبتت أن مصر بيئة حاضنة للبحث العلمي والاكتشافات الأثرية.
•• أهمية موقع ديمية السباع
يُعد موقع ديمية السباع الأثري من المواقع المهمة في محافظة الفيوم، حيث يضم بقايا أثرية تعود للعصور البطلمية والرومانية، وهو ما يفسر اهتمام العديد من البعثات الأجنبية بالتنقيب فيه.
وأوضحت دافولي أن الموقع ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي لم تُكتشف بعد، وأن البعثة الإيطالية حريصة على استكمال العمل فيه بما يوازي أهميته التاريخية والحضارية.
•• رسالة طمأنة للرأي العام
واختتمت دافولي تصريحاتها بالتأكيد على أن وجود جميع أعضاء البعثة حاليًا في القاهرة والفيوم، واستعدادهم لانطلاق موسم التنقيب الجديد خلال أيام، يمثل الدليل القاطع على بطلان كل ما أثير من مزاعم. وقالت: "هذه الشائعات لن تؤثر على مسيرة تعاون طويل الأمد، قائم على العلم والاحترام والثقة المتبادلة. نحن في مصر منذ أكثر من عشرين عامًا، وسنبقى، لأن مصر ليست فقط موقع عمل، بل وطن ثانٍ لنا