العلم الفلسطيني يزين واجهات فرنسا وبريطانيا: رمز الاعتراف الرسمي بالدولة

شهدت أوروبا، صباح الاثنين، لحظتين تاريخيتين في دعم القضية الفلسطينية، حيث رفعت بلدية "سان دوني" الفرنسية العلم الفلسطيني على واجهة مبناها، كما رفعت البعثة الفلسطينية في لندن العلم ذاته بعد إعلان بريطانيا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين.
في فرنسا، أكد رئيس بلدية "سان دوني" أن رفع العلم الفلسطيني يأتي لتأكيد موقف بلاده بالاعتراف بدولة فلسطينية، مضيفاً: "ما نشهده في غزة مؤسف ومروع، وهذه لحظة تضامن أمام المجازر اليومية". وشدد على أن الاعتراف الفرنسي يجب أن يتبعه اتخاذ عقوبات أوروبية على "إسرائيل".
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة دولية، إذ من المتوقع أن تعلن دول أخرى خلال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، منها مالطا ولوكسمبورغ وفرنسا ونيوزيلندا وأرمينيا وبلجيكا وسان مارينو وأندورا، الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية. وبذلك يرتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 153 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، بعد أن أعلنت أربع دول رسمياً الأحد، هي بريطانيا وكندا والبرتغال وأستراليا.
ويُعتبر "حل الدولتين" المقترح الأمثل لإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، عبر إنشاء دولتين على أرض فلسطين التاريخية تعيشان جنباً إلى جنب، حيث تضم "دولة فلسطين" أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تحتفظ "إسرائيل" بنحو 80% من الأراضي التاريخية. ويُذكر أن الدول العربية تبنت بالإجماع المبادرة العربية عام 2002 في بيروت، التي نصّت على الاعتراف الكامل بإسرائيل مقابل موافقتها على حل الدولتين.
وفي لندن، جاء رفع العلم الفلسطيني على مبنى البعثة الفلسطينية في أعقاب إعلان الحكومة البريطانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأكد السفير الفلسطيني حسام زملط أن هذه الخطوة تاريخية، وقال: "الاعتراف البريطاني ليس لفلسطين فقط، بل يمثل مسؤولية بريطانية جسيمة". وأوضح أن هذا الاعتراف يمثل نهايةً لإنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وأنه بداية فصل جديد لتصحيح أخطاء الماضي ووقف الإبادة الجماعية في غزة والتطهير العرقي في الضفة الغربية، وإنهاء الاحتلال غير القانوني.
وشارك في الاحتفال نواب بريطانيون وممثلون عن الحكومة البريطانية ودبلوماسيون عرب وشخصيات بارزة من الجالية الفلسطينية، في لحظة رمزية عززت الاعتراف الرسمي وأكدت استمرار دعم أوروبا للقضية الفلسطينية وضرورة الالتزام بحل الدولتين كمسار لتحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط.