النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

بريطانيا تحذر إسرائيل من ضم الضفة الغربية بعد الاعتراف بدولة فلسطين

وزيرة الخارجية البريطانية
هالة عبد الهادي -

حذرت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إسرائيل من أي خطوات لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وذلك على خلفية إعلان المملكة المتحدة رسمياً عن الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة جاءت موازية للاعتراف بدولة إسرائيل وتعكس التزام لندن بحل الدولتين.

وقالت كوبر في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قبيل مشاركتها في مؤتمر بالأمم المتحدة في نيويورك، إن حكومتها أوضحت لنظيرها الإسرائيلي ضرورة عدم استغلال هذا الاعتراف ذريعة لضم الأراضي الفلسطينية، مشددة على أن القرار يعكس حرص بريطانيا على أمن إسرائيل والفلسطينيين وحماية السلام في الشرق الأوسط. وأضافت أن المتطرفين على الجانبين يسعون لتقويض حل الدولتين، وأن المملكة المتحدة ملتزمة بإحيائه كحل أمثل للصراع.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن اعترفت كندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين أيضاً، ما يعكس تحولاً واضحاً في السياسة الخارجية البريطانية، في وقت تعلن فيه دول أوروبية أخرى مثل فرنسا خطوات مماثلة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من جانبه، دان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطوة، واصفاً إياها بأنها "مكافأة للإرهاب"، بينما اعتبر بعض المسؤولين الإسرائيليين القرار بمثابة خيانة ودعماً لحركة حماس التي شنت هجوماً على إسرائيل في أكتوبر 2023.

وفي المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية بالاعتراف البريطاني، معتبرة إياه خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والأمن في المنطقة، فيما أعربت حماس عن ترحيبها بالخطوة لكنها طالبت بإجراءات عملية لوقف الحرب في قطاع غزة فوراً.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الاعتراف البريطاني لا يمنح حماس أي دور في الحكومة أو الأمن الفلسطيني، مشدداً على ضرورة استبعاد الجماعات الإرهابية من أي مستقبل فلسطيني. وأشار الوزراء البريطانيون إلى أن استمرار التوسع غير القانوني للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية كان عاملاً أساسياً في قرار الاعتراف بفلسطين.

وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير الأمم المتحدة التي أكدت تعرض قطاع غزة لـ"إبادة جماعية" نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو عامين، والتي خلفت أكثر من 65 ألف قتيل، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويضع مزيداً من الضغوط على الأطراف الدولية لتحقيق وقف لإطلاق النار وحل سياسي مستدام.