النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

قمة نيويورك تضع الرئيس الأمريكي في مأزق بسبب الحرب على غزة

الرئيس الأمريكي
كريم عزيز -

بينما يتوافد زعماء العالم إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أروقة المنظمة الدولية محاطًا بظلال عزلة غير مسبوقة، فالإدارة الأمريكية باتت في مواجهة مباشرة مع أكثر من نصف دول العالم، بما في ذلك حلفاء تقليديون، ووفق شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فإن ذلك بسبب موقفها المتشدد الداعم لإسرائيل في حرب غزة ورفضها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، يستعد ترامب للقاء مجموعة من الزعماء العرب والمسلمين يوم الثلاثاء في نيويورك، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب في غزة، وسيجمع الاجتماع، المقرر عقده بعد غدٍ الثلاثاء، قادة مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن وتركيا، مؤكدة نقلاً عن مصادرها أن البيت الأبيض يسعى لإشراك الدول العربية في خطة ما بعد الحرب، حتى عبر إرسال قوات عربية لتشكيل قوة استقرار بديلة للجيش الإسرائيلي داخل القطاع. بالمقابل، يتوقع أن يطالب القادة العرب ترامب بالضغط على نتنياهو لوقف الحرب وتفادي أي خطوات لضم الضفة الغربية.

تأتي دعوة ترامب لقمة عربية في نيويورك قبل أيام قليلة من لقاء الرئيس الأمريكي مع نتنياهو في البيت الأبيض يوم 29 سبتمبر، وفي ظل موجة اعترافات متسارعة بفلسطين من دول غربية كالمملكة المتحدة وكندا وأستراليا، مع نية فرنسا الانضمام قريبًا. هذه الخطوات ضاعفت من عزلة إسرائيل ووضعت واشنطن في خلاف مباشر مع شركائها الغربيين.

وستستضيف فرنسا والمملكة العربية السعودية مؤتمرًا مشتركًا لدعم حل الدولتين، يحظى بتأييد 142 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة. إذ وجدت الولايات المتحدة، التي قاطعت المؤتمر وصوتت ضده، نفسها واحدة من بين عشر دول فقط رفضت القرار.

من المتوقع أن يُعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، معتبرًا الخطوة وسيلة لعزل حماس، كما أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا وبلجيكا والبرتغال اعترافها بالدولة الفلسطينية. هذه الموجة الأوروبية تتعارض مع موقف واشنطن الرافض، ما يزيد من اتساع الفجوة بين الحلفاء، وبدلًا من الضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني أو الامتناع عن الضم، تواصل إدارة ترامب تقديم الدعم السياسي والعسكري الكامل لحكومة نتنياهو. إذ أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية «يقوّض المفاوضات ويشجع حماس» واصفًا الخطوات الأوروبية بأنها غير حكيمة.

الأمر تجاوز التصريحات، إذ منعت واشنطن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووفده من الحصول على تأشيرات لدخول نيويورك، ما حال دون مشاركتهم في اجتماعات الأمم المتحدة. خطوة اعتُبرت إقصاءً غير مسبوق للجانب الفلسطيني عن المحافل الدولية، ومع اقتراب الحرب من عامها الثاني، تزداد عزلة الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة غالبية المجتمع الدولي. في الوقت نفسه، يستمر البيت الأبيض في استخدام الفيتو في مجلس الأمن، حيث عرقل الأسبوع الماضي مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وتظل معضلة ترامب مستمرة، إذ إن التمسك بتحالفه مع إسرائيل يضعه في عزلة عالمية، بينما أي تغيير في المسار قد يُنظر إليه داخليًا على أنه تراجع عن نهجه الصارم.