هل تتأثر جهود محاربة داعش في العراق بالانسحاب الأمريكي؟

أجابت منى قشطة الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على التساؤل الخاص بـ «هل تتأثر جهود محاربة داعش في العراق ستتأثر بالانسحاب الأمريكي؟»، موضحة أن تداعيات التحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة في العراق أو أي انسحاب محتمل على نشاط تنظيم داعش ستتوقف على مجموعة من المحددات المتداخلة في مقدمتها حجم وشكل نشاط التنظيم في الوقت الراهن، ومدى قدرته على ترميم صفوفه التي تعرضت لضربات موجعة على المستويين القيادي والمالي.
وقالت «قشطة» في دراسة بعنوان: «مُحددات حاكمة: تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على نشاط تنظيم داعش» المنشورة عبر الموقع الإلكتروني للمركز، أنه من ضمن المحددات المتداخلة درجة جهوزية القوات العراقية للتفرد بمهام محاربة داعش في ظل غياب الدعم الأمريكي، فضلا عن قدرة الحكومة العراقية على الموازنة بين مساراتها مع واشنطن وطهران، إلى جانب انعكاسات التطورات على الساحة السورية وما يطرأ من تصعيد إقليمي متواصل منذ اندلاع الحرب غزة والمواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل.
وأضافت الباحثة منى قشطة، أنه يمكن القول إن جهود محاربة داعش في العراق ستتأثر بالانسحاب الأمريكي، خاصة على مستوى فقدان الغطاء الجوي والدعم الاستخباراتي، غير أن سيناريو عودة التنظيم إلى ما كان عليه عام 2014 - في صورة دولة خلافة تسيطر على الأرض - يبدو مستبعدا في المرحلة الراهنة.
وأكدت الباحثة، أنه من المرجح أن يقتصر نشاط عودة التنظيم على خلايا صغيرة متناثرة تنفذ هجمات متفرقة، مستفيدة من الثغرات الأمنية والاضطرابات الإقليمية، وهو ما يجعل خطر داعش في العراق قائما في صورة منخفضة الكثافة يمكن أن تؤدي لاستنزاف القوات العراقية على المدى الطويل، ما لم تنجح في إيجاد بدائل محلية وإقليمية لتعويض الفراغ الأمني والاستخباراتي الذي قد يخلفه الانسحاب الأمريكي.