العرابي وزير الخارجية الأسبق في حوار لـ النهار: إسرائيل تعيش عزلة دولية.. ومؤتمر نيويورك فرصة لكشف جرائم الاحتلال
لا قضية فلسطينية بلا أرض ولا شعب.. ومصر صامدة في مواجهة ضغوط الاحتلال
معبر رفح لن يُستخدم لتهجير الفلسطينيين.. وإسرائيل تواجه عزلة غير مسبوقة
إسرائيل تمارس وحشية غير مسبوقة.. ومصر خط الدفاع الأول عن فلسطين
لا صوت يعلو فوق صوت الحرب الدائرة في غزة، ولا قضية تشغل العالم أكثر من القضية الفلسطينية وتداعياتها، ومع كل يوم جديد يزداد المشهد تعقيدًا سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، فيما تتجه الأنظار إلى مؤتمر دعم إقامة الدولتين المزمع عقده في نيويورك أواخر سبتمبر الجاري، باعتباره محطة مفصلية قد تحدد مستقبل الصراع في المنطقة.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق، ووسط تحركات دبلوماسية عربية ودولية متواصلة، تبرز تساؤلات جوهرية: إلى أين تتجه الأوضاع في غزة؟ وما مصير القضية الفلسطينية في ظل محاولات التهجير القسري؟ وكيف تقيم مصر موقفها الثابت إزاء هذه التطورات؟ وأين تقف جامعة الدول العربية من هذه الأزمة؟
كل هذه المحاور كانت محور النقاش مع السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، في حوار خاص لـ جريدة النهار، كشف خلاله عن أبعاد المشهد الراهن ورؤيته لمستقبل القضية الفلسطينية.
في البداية.. كيف تقيّم المشهد الحالي مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد العمليات العسكرية؟
الوضع معقد جدًا، لكن ما يجب أن ننتبه إليه أن الجنون الإسرائيلي لن يتوقف الآن، بل سيتزايد حتى موعد انعقاد مؤتمر دعم الدولتين في نيويورك يوم 28 سبتمبر، إسرائيل تحاول فرض أمر واقع على الأرض، سواء عبر التصعيد في غزة أو من خلال توسيع المواجهة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى ذلك، القيادة الإسرائيلية ستظل تستخدم تصريحات متغيرة لتوجيه اللوم لأطراف أخرى، في محاولة لتضليل المجتمع الدولي وإبعاد الأنظار عن جرائمها.
هناك من يرى أن المؤتمر المرتقب قد يكون فرصة جديدة لتدويل القضية الفلسطينية.. ما تعليقك؟
بالتأكيد، المؤتمر فرصة مهمة للغاية، سيكون لحظة لكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل أمام العالم، المجتمع الدولي أصبح يرى بوضوح أن إسرائيل دولة مارقة وخارجة عن القانون الدولي، لن تجد بجوارها سوى الولايات المتحدة، بينما بقية العالم بدأ يبتعد عنها تدريجيًا، هذه اللحظة يجب أن تُستغل لتأكيد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
هل ترى أن الموقف المصري واضح بما يكفي في هذه المرحلة؟
مصر تقوم بواجبها التاريخي بكل قوة، وتتحرك على كل المستويات السياسية والدبلوماسية والإنسانية. مصر تدرك أن القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، لكنها قضية أرض وشعب"، إذا خرج الشعب من أرضه فلن يكون هناك قضية فلسطينية، وإذا اقتُطع مزيد من الأرض لن يتبقى ما نتحدث عنه لهذا، مصر حريصة على تثبيت الفلسطينيين في أرضهم ومواجهة أي مخطط للتهجير القسري.
برأيك.. هل يمكن التنبؤ بمصير غزة في الفترة المقبلة؟
الحقيقة أن لا أحد يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث، فالوضع يتغير يوميًا، وهناك جرائم مستمرة من الجانب الإسرائيلي حتى الحديث عن اليوم التالي"غير ممكن، لأن كل يوم يحمل تطورات جديدة، ما نعرفه فقط أن إسرائيل مستمرة في ممارساتها الوحشية، لكن الشعب الفلسطيني ما زال صامدًا، وهذا ما يغير المعادلة دائمًا.
إسرائيل تروج لمزاعم أن معبر رفح مغلق من الجانب المصري.. كيف تفسر هذه الادعاءات؟
هذا جزء من الأكاذيب الإسرائيلية المعتادة. الهدف هو نقل الضغط إلى مصر، لكن الجميع يعرف الحقيقة، مصر لم ولن تكون سببًا في معاناة الشعب الفلسطيني، على العكس، هي التي تتحمل العبء الأكبر في إدخال المساعدات وتخفيف الأزمة. إسرائيل هي التي تحاصر وتقتل وتمنع الإمدادات، بينما تحاول إلقاء اللوم على غيرها.
هناك حديث متزايد عن مخططات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.. كيف ترى هذا السيناريو؟
التهجير هو الخطر الأكبر حاليًا، وهو ما تعيه مصر جيدًا. لو خرج الفلسطينيون من أرضهم فلن تكون هناك قضية، وستُمحى الهوية الفلسطينية. مصر لن تسمح بتمرير هذا المخطط، وتعمل بكل طاقتها لضمان بقاء الفلسطينيين على أرضهم هذا موقف ثابت لا يتغير.
أخيرًا.. كيف تقيم دور جامعة الدول العربية منذ بداية الأزمة وحتى الآن؟
الجامعة العربية ليست كيانًا مستقلًا يتحرك وحده، هي مجرد مظلة لمواقف الدول العربية. فإذا كان هناك ضعف في بعض المواقف، سينعكس ذلك على الجامعة لكن في النهاية، تظل الجامعة ساحة لتجميع المواقف وإصدار بيانات تعبر عن الحد الأدنى من التوافق العربي الدور الأكبر دائمًا يقع على عاتق الدول، وليس الأمانة العامة وحدها.