النهار
جريدة النهار المصرية

اقتصاد طاقة

وكالة الطاقة: تراجع حاد في استخدام النفط لتوليد الكهرباء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا

فاطمة الضوي -

توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يتراجع اعتماد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على النفط في توليد الكهرباء بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، مما يتيح للسعودية والعراق – أكبر منتجين في منظمة "أوبك" – توجيه المزيد من الخام للتصدير أو الاستخدامات ذات القيمة الأعلى.

وبحسب تقرير صادر عن الوكالة من مقرها في باريس، فإن حصة النفط في مزيج الطاقة بالمنطقة ستنخفض إلى نحو 5% فقط بحلول عام 2035، مقارنة بـ20% في الوقت الحالي، رغم توقع ارتفاع الطلب على الكهرباء بنسبة تصل إلى 50% خلال الفترة نفسها.

وأوضح المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، أن السعودية ستتمكن بحلول عام 2035 من إعادة توجيه نحو 500 ألف برميل يوميًا من النفط المخصص لتوليد الكهرباء، فيما ستوفر العراق نحو 220 ألف برميل يوميًا، مضيفًا أن هذه الكميات ستعزز المعروض العالمي وتدر عوائد إضافية بالعملات الصعبة.

صعود الغاز والطاقة المتجددة

وأشار التقرير إلى أن الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة سيحلان محل النفط في محطات الكهرباء، حيث تضاعفت قدرة توليد الكهرباء بالغاز أكثر من ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين، مع توقع إضافة أكثر من 110 غيغاواط جديدة خلال العقد المقبل إلى جانب 350 غيغاواط كانت تعمل بالفعل في عام 2024.

ولفتت الوكالة إلى أن التبريد وتحلية المياه سيكونان العاملين الرئيسيين وراء زيادة استهلاك الكهرباء في المنطقة، إلى جانب النمو السكاني والاقتصادي، وتوسع الصناعات والنقل الكهربائي، بالإضافة إلى البنية التحتية الرقمية الجديدة مثل مراكز البيانات.

دول مؤثرة في الاستهلاك

وبيّن التقرير أن الطلب على الكهرباء في المنطقة تضاعف ثلاث مرات بين عامي 2000 و2024، ليقفز بأكثر من 1000 تيراواط/ساعة، ما جعل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثالث أكبر مساهم في نمو الطلب العالمي بعد الصين والهند.

وشكلت أربع دول فقط نحو 70% من هذا النمو، حيث جاءت السعودية وإيران بنسبة 25% لكل منهما، بينما ساهمت مصر والإمارات بنسبة 10% لكل منهما.

أهمية التحول للطاقة البديلة

يرى خبراء الطاقة أن تقليص دور النفط في توليد الكهرباء يعد خطوة استراتيجية من شأنها تعزيز استدامة الاقتصاديات المحلية، وتخفيف الضغط على الموازنات العامة، وزيادة الإيرادات من خلال تصدير الخام. كما يفتح المجال أمام استثمارات أوسع في الغاز والطاقة المتجددة، ما يضع المنطقة في قلب التحولات العالمية نحو مزيج طاقة أكثر تنوعًا وأقل تكلفة.