النهار
جريدة النهار المصرية

اقتصاد

5 أسباب وراء تراجع صادرات الغاز الطبيعي من مصر

فاطمة الضوي -

شهدنا خلال الفترة الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في صادرات الغاز الطبيعي، رغم ما حققته من اكتشافات كبرى في السنوات ‏الماضية، وعلى رأسها حقل "ظهر".‏

‏ وتُرجع جمعية مستثمري الغاز المسأل، هذا الوضع إلى عدة أسباب رئيسية تتداخل فيها الجوانب الاقتصادية والفنية ‏والإقليمية‎.‎‏ إلي إنخفاض متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى نحو ‏‎5.5 – 6 ‎مليارات قدم مكعب يوميًا خلال عام ‏‏2024/2025، مقارنةً بـ ‏‎7.2 ‎مليارات قدم مكعب يوميًا في 2021/2022. ‏

وأشارت الجمعية وفق بيانات حصلت عليها النهار ، إن التراجع يعود إلى الانخفاض الطبيعي في معدلات إنتاج الحقول ‏القديمة وتأخر دخول بعض المشروعات الجديدة حيز التشغيل، ومع ارتفاع معدلات الاستهلاك في قطاع الكهرباء ‏والصناعة، تستحوذ السوق المحلية على ما يقارب ‏‎70% ‎من إنتاج الغاز، وهو ما يقلص الكميات المتاحة للتصدير.‏

‏ كما ارتفع الطلب في فصل الصيف نتيجة الاعتماد المكثف على محطات الكهرباء العاملة بالغاز لتلبية ذروة الاستهلاك، ‏فيما تلتزم مصر بتوريد الغاز للسوق المحلية أولاً، بجانب عقود التوريد مع الأردن عبر خط الغاز العربي، وهو ما يحد من ‏الكميات المخصصة للتصدير عبر محطات الإسالة في إدكو ودمياط‎.‎

‏ ‏

من جانب آخر تراجع أسعار الغاز الطبيعي المسال في الأسواق العالمية خلال النصف الأول من 2025 إلى متوسط ‏‎9 – ‎‎10 ‎دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنةً بأكثر من ‏‎30 ‎دولارًا خلال أزمة الطاقة 2022. هذا الانخفاض ‏قلل من جدوى التصدير اقتصاديًا في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج والنقل‎.‎

‏ ‏

من جانب آخر تواجه مصر تحديات في تطوير الحقول الجديدة وجذب استثمارات إضافية بسبب المنافسة الإقليمية مع ‏أسواق مثل قطر وإسرائيل. كما أن تحديث البنية التحتية لزيادة طاقات الإسالة والنقل يحتاج إلى استثمارات مليارية قد ‏تستغرق سنوات‎.‎

‏ ‏

من جانب آخر يرى محللون أن مصر لا تزال تمتلك موقعًا استراتيجيًا ومقومات كبيرة في سوق الغاز العالمي، لكن تراجع ‏الإنتاج وارتفاع الاستهلاك المحلي يفرضان أولوية تلبية احتياجات الداخل على حساب التصدير. ويتوقع أن تستعيد مصر ‏قدرتها التصديرية تدريجيًا مع دخول مشروعات استكشافية جديدة للإنتاج بين 2025 و2027‏‎.‎