النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

هل حان وقت القوة العربية المشتركة ؟

الدكتور امجد الشموط رئيس مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الانسان
هالة شيحة -

في توقيت بالغ الأهمية جاء انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة التي احتضنتها الدوحة لبحث التحركات المطلوبة لمجابهة العربدة الاسرائيلية المدعومة امريكياً والتي استشرت في دول المنطقة لتطال دولة قطر التي تقوم بدور الوساطة مع مصر للدفع قدما نحو وقف إطلاق النار في قطاع غزة .
وقد حظيت قطر بدعم عربي وإسلامي ودولي كبير في اعقاب الضربة الاسرائيلية الغاشمة التي تعرضت لها الدوحة ، لاستهداف وفد التفاوض من قيادات حماس .
وازاء هذه العربدة تتطلع الأوساط السياسية والشعوب العربية لتحركات دبلوماسية موحدة تتصدى للعربدة الاسرائيلية وتسهم في صون الأمن القومي العربي ودحض مخططات نتنياهو وترامب ، باعتبار ان استهداف قطر هو رسالة ايضا لجميع دول المنطقة دون استثناء.
وامام القمة دعا الرئيس السيسي لإنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكن من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية.
فيما اكد الأمير تميم بن حمد ان العدوان الإسرائيلي انتهاك سافر وخطير لسيادة الدولة، إذ اعتدت إسرائيل على البلد الوسيط في ملف غزة، مضيفا : ان نتنياهو يحلم أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، مشددًا على ان هذه المخططات في المنطقة العربية لن تمر.

ويقول الدكتور أمجد شموط رئيس مركز الجسر العربي للتنمية وحقوق الإنسان ان العدوان الاسرائيلي الغاشم على دولة قطر يشكل انتهاكا صارخا للمعايير الدولية لحقوق الانسان وخرقا للقانون الدولي العام ولجميع الأعراف والمواثيق الدولية التي تحمي سيادة الدول على اراضيها .

واضاف ان العالم العربي تواق ولديه رغبة جامحة ورغبة جماعية لدى الشعوب وتطلع لقمة عربية إسلامية مثمرة ترتقي لمستوى التحديات خاصة في مثل الظروف الراهنة باعتبارها ظروفا حرجة واستثنائية تمر بها المنطقة، فالمنطقة العربية صارت مستهدفة برمتها من قبل القوة القائمة بالاحتلال الكيان الاسرائيلي الغاصب وبالتالي يتطلع الجميع لقمة ينتج عنها نتائج غير عادية فهي قمة استثنائية من حيث الشكل والمضمون والدلالات والمخرجات لانه امام الأطماع والهيمنة والنفوذ والعربدة السياسية والعسكرية واستباحة الدول العربية دولة تلو الأخرى فلابد من ان تكون قمة ترتقي لتطلعات الشعوب العربية وتتصدى لما يحدث من تدخلات سافرة وصارخة تتعارض مع القانون الدولي ومع المواثيق الدولية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان وجميع الأعراف المتفق عليها عالميا حيث تدخلات الكيان الغاصب في المنطقة سواء كنا نتحدث عن غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والتحرش بالأردن ايضا وكذلك مصر ومؤخرًا العدوان الغاشم والبربري على قطر وقتل مدنيين وأبرياء بقصف مبان مدنية وبالتالي فنحن جميعا امام اختبار حقيقي لموازين القوى وبقوة الدول العربية والإسلامية في مثل هذه الظروف العدوانية والهمجية التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة بعدوانها المستمر على غزة واستباحة الدول العربية الأخرى وبالتالي نتائج قمة الدوحة لابد ان تكون فاصلة وحاسمة وتتخذ قرارات وخطوات واجراءات تنفذ على ارض الواقع لمجابهة هذا العدوان والهستيريا الاسرائيلية لحكومة نتنياهو .
ونوه الدكتور شموط بما ذكره الرئيس عيد الفتاح السيسي وطالب به في القمة العربية 2015 بضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة للدفاع عن سيادة وأمن الدول العربية لافتا إلى ان هذا المقترح والمبادرة تنم عن حرص عميق من قبل القيادة السياسية في مصر على حماية الأمن القومي العربي مما يتهدده من مشاريع ومخططات دول مجاورة للدول العربية سواء إيرانية او تركية او صهيونية وبالتالي ان الاوان ان يتم تشكيل هذه القوة العربية المشتركة من أجل الدفاع وحماية الأراضي العربية ومقدرات ومكتسبات الدول العربية واعتقد ان هذا المجرم نتنياهو وبالتواطؤ مع ترامب يسعون إلى اعادة ترتيب المنطقة من جديد وفرض معادلات اقليمية جديدة على المنطقة تستهدف اعادة رسم وتشكيل وتقسيم المنطقة وقد سمعنا اكثر من مرة عندما تحدث ترامب أثناء حملته الانتخابية عن ان اسرائيل صغيرة وبحاجة لتوسيع جغرافيتها مما هي عليه الان ، وتحدث المجرم نتنياهو اكثر من مرة مؤخرا عن اسرائيل الكبرى وتطلعاته لان تكون هذه الدولة من النيل إلى الفرات ، وحجم الطموح التلمودي المزيف والمعتقدات الدينية المزيفة لديهم تدلل على ان هنالك طموحات وتطلعات لدى الغرب الامبريالي فيما يتعلق بالأمريكان واسرائيل الأداة والذراع التنفيذي في الشرق الأوسط للغرب بإعادة تقسيم ورسم المنطقة من جديد بما يتلاءم ويتناسب مع قدرات وامكانيات دولة العدو إسرائيل ، وبالتالي فان كل هذه المعطيات مجتمعة تحفزنا من اجل تشكيل قوة عربية للدفاع المشترك وان يكون هناك تنسيق وغرفة عمليات مركزية تجمع الدول العربية من خلال التنسيق الامني والاستخباراتي وربما شكلت ضربة قطر مؤخرا فرصة تدفعنا نحو لملمة الجراح العربية والدفع نحو تعاون وتنسيق وتضامن عربي عربي في كافة المجالات والمستويات السياسية والامنية والاقتصادية وتحقيق التكامل الاقتصادي بالتزامن مع بناء ترسانة عسكرية عربية مشتركة لتحصين المنطقة العربية من اَي هجوم او عدوان على اراضيها او شعوبها .