النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

دلالات فشل الهجوم الإسرائيلي على قطر ودواعي اختيار هذا التوقيت

نتنياهو
كريم عزيز -

توقيت دقيق، اختارته دولة الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ هجومها على قيادات حركة حماس في قطر، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، ذلك الأمر الذي فسره محمد فوزي باحث بوحدة الدراسات العربية والإقليمية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، مؤكداً أن الهجوم الإسرائيلي فشل على كافة المستويات، على اعتبار أنه لم يحقق النتائج المرجوة منه من قبل إسرائيل متمثلةً في اغتيال قيادات المكتب السياسي لحماس المتواجدين في الدوحة، ما يمثل فشلاً استخباراتياً كبيراً بالنسبة لإسرائيل، وعلى العكس من ذلك أدى الهجوم إلى العديد من التداعيات السلبية على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة نفسها.

وفق ما ذكره «فوزي» في تصريحات خاصة لـ «النهار»، أن الهجوم أدى إلى مجموعة من النتائج السلبية، أولها حرج كبير بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي اهتزت صورته بشكل كبير، على اعتبار أنه غير قادر على تحقيق السلام، كما أنه غير قادر على كبح جماح التحركات الإسرائيلية في المنطقة، والتي يغلب عليها سمات العربدة، وأن إسرائيل باتت مصدراً لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كذلك فإن الهجوم الذي استهدف الدولة الخليجية أدخل الخليج في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي على المستوى العسكري، بما يعصف بكافة الضمانات الأمريكية على المستوى الأمني المقدمة للخليج، خصوصاً وأن قطر حليف رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف الناتو، كما أنها تضم أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

أما فيما يتعلق بالتوقيت، قال محمد فوزي: «أعتقد أن العملية كانت شديدة الخصوصية ومتصلة بالنهج الإسرائيلي العام حالياً، من حيث تزامنها مع مقترح أمريكي جديد لوقف إطلاق النار وبالتالي جاء الرد عبر العملية بأن حكومة اليمين المتطرف غير معنية بالتوصل لاتفاق، كذلك فقد تزامن الهجوم الأخير مع توسيع إسرائيل عملياتها في قطاع غزة وإقرار خطط احتلال القطاع، والحديث عن ضم الضفة الغربية، وبالتالي يبدو أن نتنياهو انتقل كجزء من هذه الاستراتيجية إلى السعي لتصفية حركة حماس بشقيها السياسي والعسكري الداخلي والخارجي».

وأكد «فوزي» أن الهجوم أيضاً يأتي بالتزامن مع توتر غير مسبوق في العلاقات العربية والخليجية بإسرائيل، من حيث طغيان حالة من الجمود النسبي على الاتفاقات الإبراهيمية، وجاء هذا الهجوم ليبعث برسائل لدول الخليج أن هذه الحكومة قد تضحي بعلاقاتها الرسمية وغير الرسمية ببعض الأطراف الخليجية في سبيل تحقيق مطامعها التوسعية وما تصفه بـ «النصر المطلق».