النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

فرنسا على صفيح ساخن.. ماذا يحدث في باريس الخميس المقبل؟

الرئيس الفرنسي
كريم عزيز -

تستعد فرنسا لمواجهة إضراب واسع النطاق، بعد غد الخميس، في حركة احتجاجية منظمة تشمل قطاعات حيوية متعددة، وبحسب صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، يأتي هذا التحرك كتصعيد منظم بعد حركة «لنوقف كل شيء»، 10 سبتمبر الجاري، إذ تتوقع الأجهزة الأمنية الفرنسية مشاركة تتجاوز 400 ألف شخص مقارنة بـ200 ألف في الإضراب السابق.

وأعلن تحالف نقابي واسع عن مشاركته في الإضراب، احتجاجًا على مقترحات الميزانية المقدمة من فرانسوا بايرو عندما كان رئيس وزراء آنداك، وعلقت صوفي بينيه، الأمين العام لنقابة العمال العامة، على الانتصار الجزئي بإلغاء اقتراح إزالة يومين من العطل الرسمية، قائلة لـ«ليبراسيون»: «هذا انتصار أول يؤكد أننا في موقع قوة ويحفزنا أكثر لتعزيز الإضراب والمظاهرات، 18 سبتمبر»، مضيفة أن الهدف «دفن كامل مشروع ميزانية بايرو وفرض أولوياتنا المتمثلة في تحقيق العدالة الضريبية وإلغاء إصلاح التقاعد وتخصيص الأموال للخدمات العامة وزيادة الأجور والمعاشات».

يتوقع أن يكون قطاع النقل الأكثر تضررًا، إذ حذّر فيليب تابارو، وزير النقل المستقيل، في تصريح لإذاعة «فرانس إنفو»، من أن 18 سبتمبر «سيكون على الأرجح يومًا أسود»، موضحاً أن الوضع سيعتمد على «قدرة المشغلين على تنظيم أدنى خدمة»، معربًا عن قلقه من إمكانية إيداع بعض النقابات لإشعارات الإضراب "«في اللحظة الأخيرة حتى لا يتمكن المشغلون من ضمان هذه الخدمة الأدنى».

ودعت ثلاث نقابات رئيسية للسكك الحديدية إلى المشاركة الجماعية في الإضراب، كما انضمت نقابتا

«سوليدير» و«لا باز» للحركة، مطالبة بـ«تحويل الأسبوع الخامس من الإجازة المدفوعة إلى نقد» و«تقليل تغطية المصاريف الطبية»، وفي العاصمة، أعلنت المنظمات النقابية الأربع الرئيسية في شركة النقل الباريسية RATP - نقابة العمال العامة وFO وأونسا للتنقل وCFE-CGC - مشاركتها في الإضراب.

لن يسلم قطاع التعليم من التأثيرات في خضم العام الدراسي المتوتر، إذ أكدت صوفي فينيتيتاي، الأمين العام لنقابة Snes-FSU، لصحيفة ليبراسيون، أن 18 سبتمبر محفور في أذهان الجميع، وستكون مشاركة المعلمين قوية، كما تشارك النقابات الرئيسية للتعليم الثانوي والتكوين والبحث العامة ونقابة العمال العامة للتعليم في الحركة الاحتجاجية.

وفي بيان مشترك، عبّرت هذه المنظمات عن غضب كبير من إعلانات فرانسوا بايرو حول ميزانية 2026، مشيرة إلى أن المدارس والإعداديات والثانويات "تختنق بسبب نقص الوسائل" وأن الفصول "مكتظة" و"الحياة المدرسية تحت ضغط".

وطالبت بـ"التخلي الكامل عن جميع الإجراءات المقدمة، الصيف الجاري في الميزانية من قبل الحكومة الجديدة، ومن جهة التعليم الابتدائي، دعت نقابة أكبر نقابة لمعلمي المدارس، إلى "الإضراب الجماعي للدفاع عن سياسة أخرى تقوم على العدالة الاجتماعية والاستثمار في الخدمات العامة"، واصفة الحركة بأنها "مرحلة إضافية"، بعد 10 سبتمبر، الذي "أظهر حجم الغضب الاجتماعي".

يبرز قطاع الطاقة كأحد المحاور الرئيسية، إذ تواصل الاتحادية الوطنية للمناجم والطاقة التابعة لنقابة العمال العامة إضرابها المتجدد، منذ 2 سبتمبر، وقال مالك بوعكاز، الأمين العام المساعد لنقابة العمال العامة للطاقة 93، لـ"ليبراسيون": "نحب مهمتنا في الخدمة العامة، لكن يجب أن نتمكن من العيش من عملنا".

أوضح فابريس كودور، الأمين العام للاتحادية الوطنية للمناجم والطاقة، أن خطوط الاعتصام ستتركز على "مواقع عالية الأهمية" مثل "مخازن الغاز ومحطات الغاز المسال والمحطات النووية والكهرومائية"، ابتداء من 16 سبتمبر.

كما عبّر عن "إرادة جماعية للنزول إلى الشارع للتواصل حول نضالنا، وهو زيادة الرواتب وخفض الفواتير" و"التوافق بين المطلبين".