النهار
جريدة النهار المصرية

سياسة

وكيل ”حقوق الإنسان” بالبرلمان يقترح إطلاق احتفالية ”مئوية قصر العيني”

 الدكتور أيمن أبو العلا
أحمد البيومي -

أوضح الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن مبادرته لإطلاق احتفالية "مئوية قصر العيني" لا تستهدف مجرد مظاهر شكلية للاحتفاء، بل تهدف إلى استعادة الدور الريادي لهذا الصرح الطبي العريق، وتوثيق مسيرته كقاطرة للنهضة الطبية في مصر والعالم العربي.

وأشار أبو العلا إلى أن المدرسة الطبية بالقصر العيني لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل مثلت منارة للعلم والابتكار؛ إذ أثبت خريجوها منذ نشأتها قدرتهم على استيعاب الطب الحديث وتطبيقه، حتى أذهلوا أساتذتهم الفرنسيين وتولوا قيادة المدرسة بأنفسهم، فضلًا عن دورهم الريادي في تعريب الطب وترجمة عشرات المؤلفات العلمية، ما يعكس قدرة المصريين على التطور ومجاراة أحدث ما وصل إليه العلم.

وأكد أن المبادرة يجب أن تكون فرصة لمراجعة مسيرة الكلية واستشراف مستقبلها، عبر طرح حلول وبرامج تعزز مكانتها العلمية والبحثية عالميًا، داعيًا إلى تشكيل لجنة وطنية رفيعة تضم نخبة من الكفاءات لوضع خطة متكاملة لهذه الاحتفالية الكبرى.

وطرح أبو العلا أربعة محاور أساسية للمبادرة:

  1. التوثيق التاريخي وبناء الأرشيف الرقمي: عبر جمع الوثائق المفقودة، والتواصل مع خريجي الكلية وأسرهم لتوثيق سيرهم ومساهماتهم، وإتاحتها عبر منصة إلكترونية متخصصة تحفظ ذاكرة قصر العيني للأجيال القادمة وتعد قوة ناعمة للمدرسة.

  2. الاحتفاء بالإنجازات والابتكارات: من خلال إبراز إسهامات أطباء قصر العيني البارزة مثل أبحاث الدكتور محمد خليل عبد الخالق في طب المناطق الحارة واكتشافه مركب "الفؤادين" لعلاج البلهارسيا، إضافة إلى تفوق المدرسة في تخصصات الجراحة وطب العيون وطب المناطق الحارة، مع تنظيم مؤتمرات دولية تبرز هذه الإنجازات وتعيد للمدرسة مكانتها كمركز بحثي عالمي.

  3. دعم البحث العلمي واستشراف المستقبل: عبر إطلاق برامج بحثية طموحة تواكب التطورات الطبية، وإقامة وقف علمي يضمن تمويل الأبحاث المبتكرة، ليستعيد قصر العيني دوره في مواجهة التحديات الصحية العالمية وتقديم حلول تخدم مصر والإنسانية.

  4. تجديد الرسالة الإنسانية والثقافية: من خلال إبراز شمولية تجربة قصر العيني الذي أنجب أطباء لم يقتصر تميزهم على الممارسة الطبية، بل برعوا أيضًا كشعراء وكتاب ومؤرخين، وهو ما يعكس رؤيته الشاملة في صقل شخصية الطبيب المصري.

وختم أبو العلا بالتأكيد على أن قصر العيني ليس مجرد مستشفى أو كلية طب، بل مدرسة علمية وإنسانية كبرى صنعت الريادة لمصر على مدار قرنين، مشددًا على أن الاحتفال بمرور مئتي عام على تأسيسه في 2027 يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا، يليق بتاريخ مصر العلمي وريادتها الطبية.