النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

السفير رشيد خطابي: قمة الدوحة رسالة تضامن ضد العدوان وفرصة لاستشراف أفق سياسي للقضية الفلسطينية

هالة شيحة -

أكد السفير أحمد رشيد خطابي الامين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية أهمية انعقاد قمة الدوحة العربية الإسلامية الطارئة المقررة غدا الاثنين في دولة قطر ، موضحا أن التطورات الراهنة في الشرق الاوسط وخاصة في ضوء المواقف المعبر عنها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة دعما للإعلان الدولي بشأن حل الدولتين ، واجتماع مجلس الامن إثر الهجوم الإسرائيلي على قطر تظهر مدى تزايد عزلة اسرائيل في المجتمع الدولي .

وقال انه بعد قرابة سنتين من الحرب على قطاع غزة وتداعياتها الكارثية أدرك العالم حقائق عمدت السردية الاسرائيلية الزائفة لحجبها ردحا من الزمن بعد احداث 7 أكتوبر . فالتصويت أمام الجمعية العامة لصالح هذا الإعلان الدولي يكتسي رمزية سياسية واخلاقية ويجسد إرادة جماعية واضحة لمساندة القضية الفلسطينية وفق مرجعيات ومسارات محددة .

واضاف إن التأييد الكاسح لهذا القرار الذي رحبت به جامعة الدول العربية مكسب دبلوماسي ذو مغزى عميق ، وخطوة عملية ومقدامة من المنتظم الاممي نحو إنهاء الحرب على قطاع غزة وأعمال الإبادة والتجويع والإذلال والتشريد والنزوح القسري .

فبعد ثمانية عقود من اضطهاد الشعب الفلسطيني ومحاولات طمس كينونته الوطنية والتي بلغت حدا خطيرا لا يطاق مع النكبة الكبرى التي يعيشها قطاع غزة بجانب الاقتحامات المتكررة و المخططات الاستيطانية في الضفة الغربية ، فإن لحظة الحسم قد دقت ، دون مزيد من التأخير ، لتمكين هذا الشعب من إقامة دولته المستقلة ، وإيجاد حل مستدام للنزاع وفق حل الدولتين بعيدا عن تهافت الايديولوجيات المتطرفة ، والأطماع التوسعية ، والأساطير البالية التي تتعامى عن النظم والقواعد والأعراف الدولية وعلى ثوابت التاريخ .

وقال إن قطاع غزة الذي جعلت منه اسرائيل مقبرة آلاف الأبرياء لا يجب ان يتحول كذلك إلى مقبرة للقانون الدولي والانساني الذي تآكلت مصداقيته وبات على المحك جراء هذه الحرب الشنيعة . ومن ثم ، فان الجلسة التاريخية للجمعية العامة يجب أن تترجم على أرض الواقع بانخراط كافة الفاعلين الدوليين .

واضاف السفير خطابي ان التأييد الدولي لدولة قطر استشعار حقيقي لجسامة الهجوم السافر على سيادة هذا البلد العربي والتطاول الفاضح على سلامته الاقليمية واستهجان بدوره الموثوق في مجال العمل الإنساني والوساطات وبناء السلم، وإخماد بؤر الصراعات والنزاعات المسلحة في مناطق متعددة وخاصة بالشرق الأوسط الأمر الذي رسخ مكانته الدولية باستحقاق في خدمة مبادىء الوئام والتعايش .

ووفق هذا النهج ،عملت دولة قطر بجانب مصر والولايات المتحدة على تيسير عمليات تبادل الاسرى في انسجام مع أحكام القانون الدولي الإنساني ، وحرصت الدبلوماسية القطرية على بذل جهود مضنية ،بقدر عال من الأناة ، في تنفيذ هذه المهمة الصعبة في ظل تداعيات حرب مدمرة تسببت في انهيار كامل للمرافق العامة ولمقومات العيش وتسببت في آلاف الشهداء والضحايا والمصابين .

واعتبر خطابي ان قمة الدوحة تشكل رسالة تضامن لوقف العدوان الاسرائيلي في الوقت الذي يتطلع فيه الرأي العام العربي والإسلامي للتصدي الحازم لهذا العدوان في سياق دولي مشجع مع تزايد الدعم الدولي خلال اجتماعات الدورة 80 للجمعية العامة للامم المتحدة التي ستشهد اعترافات جديدة بدولة فلسطين بما يعزز دينامية استشراف أفق سياسي للقضية الفلسطينية على أساس رؤية حل الدولتين ضمن مناخ من السلم والأمان والاستقرار.