النهار
جريدة النهار المصرية

فن

في ذكرى رحيل حسن فايق.. ”ضحكة السينما” التي لا تُنسى

حسن فايق
لينا غالي -

تحل اليوم الذكرى الـ 45 لرحيل الفنان الكوميدي الكبير حسن فايق، واحد من أبرز الوجوه التي رسمت البهجة على وجوه الجماهير في المسرح والسينما، وصاحب الضحكة المميزة التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الفن المصري.

ولد حسن فايق في 7 يناير 1898 بمدينة الإسكندرية، وبدأ رحلته الفنية مبكرًا بعد وفاة والده، حيث انضم إلى فرق الهواة وهو في سن السادسة عشرة. ومنذ بداياته، أظهر ميلًا فطريًا للكوميديا، حتى أصبح أحد رموزها الكبار.

مسيرة حافلة بين المسرح والسينما
عمل فايق مع نخبة من عمالقة الفن في مصر، من بينهم نجيب الريحاني، إسماعيل يس، وعلي الكسار، وشارك في فرق مسرحية مرموقة مثل فرقة رمسيس وفرقة الريحاني، حيث قدّم العديد من العروض التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، أبرزها مسرحيات الستات ما يعرفوش يكدبوا، حكم قراقوش والدلوعة.

دخل عالم السينما في الثلاثينيات، وكانت انطلاقته من خلال فيلم أولاد الذوات عام 1932، ثم توالت مشاركاته في أكثر من 160 فيلمًا، تنوعت أدواره فيها بين الكوميديا البسيطة والدراما الخفيفة، لكنه ظل محافظًا على طابعه الخاص، خصوصًا ضحكته الشهيرة التي أصبحت علامة مسجلة باسمه.

صاحب أشهر ضحكة في السينما المصرية
اشتهر حسن فايق بضحكته المميزة التي لم تكن مجرد أداء تمثيلي، بل جزءًا أصيلًا من شخصيته الفنية، ما جعله محبوبًا من مختلف الأجيال. غالبًا ما جسّد دور الرجل الطيب أو الساذج بخفة ظل طبيعية، دون افتعال أو تصنع.

إلى جانب التمثيل، برع في فن المونولوج، وقدم عشرات المونولوجات الاجتماعية والسياسية التي كان يؤلفها ويلحنها بنفسه، مستخدمًا فيها خفة ظله لتمرير نقده اللاذع بقالب فني راقٍ.

معاناة في سنواته الأخيرة

رغم مسيرته المليئة بالنجاح، لم تخلُ حياة حسن فايق من المعاناة. ففي منتصف الستينيات، أُصيب بـ شلل نصفي أقعده عن الحركة، واستمر يعاني من المرض قرابة 15 عامًا حتى رحيله. عانى في تلك الفترة من العزلة والاكتئاب، بعد أن غاب عن الأضواء واضطر للتوقف عن العمل الفني.

وداعًا صاحب الابتسامة
رحل حسن فايق في 14 سبتمبر 1980 عن عمر ناهز 82 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا، وذكرى طيبة في قلوب الملايين ممن أحبوا فنه وتعلقوا بإطلالته المبهجة.

وفي ذكراه اليوم، تستعيد الأوساط الفنية والثقافية سيرة هذا الفنان الفريد، وتُقام فعاليات لتكريمه من بينها عروض أفلامه وندوات عن مسيرته، بمشاركة كبار النقاد والممثلين، وذلك ضمن جهود رسمية وشعبية لإحياء التراث الفني المصري.