النهار
جريدة النهار المصرية

فن

إبراهيم سعفان.. فنان الضحكة الصافية ورحيل القلب الحزين في ذكرى ميلاده

ابراهيم سعفان
تقرير/ عبير عبد المجيد -

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الراحل إبراهيم سعفان، ذلك الوجه البشوش الذي ارتبط اسمه بخفة الظل وصوت مميز جعله واحدًا من أقرب الممثلين لقلوب الجمهور. وُلد سعفان في 13 سبتمبر 1924 بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ونشأ في أسرة بسيطة قبل أن يشق طريقه في عالم الفن بخطوات ثابتة رغم الصعاب.

من كلية الشريعة إلى خشبة المسرح

التحق إبراهيم سعفان بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر وتخرج منها عام 1957، وعمل بعد تخرجه مدرسًا للغة العربية، لكنه لم يجد نفسه في التدريس، إذ كان شغفه الحقيقي بالمسرح والتمثيل. التحق بـ المعهد العالي للفنون المسرحية، وانضم بعد ذلك إلى فرقة نجيب الريحاني، ليبدأ مشواره الفني وسط جيل من النجوم الذين صنعوا نهضة الكوميديا المصرية.

بين السينما والمسرح

شارك سعفان في أكثر من 150 عملًا فنيًا بين السينما والمسرح والتلفزيون. من أبرز أفلامه:

عريس بنت الوزير

سفاح النساء

شياطين إلى الأبد

أريد حلا

أونكل زيزو حبيبي (في شخصية "مدبولي")

أزمة سكن (في دور "عبد المرضي")

الكل عاوز يحب (في شخصية "عصافيرو")

تجيبها كده تجيلها كده هي كده (في شخصية "أمين أفندي")

وعلى خشبة المسرح تألق في أعمال مثل: الدبور، سنة مع الشغل اللذيذ، حركة ترقيات، مين ما يحبش زوبة، 2 على دبوس. أما في الدراما التليفزيونية فقدم أعمالًا عالقة مثل: مليون في العسل، الهاربان، وجهان للحب، اللقاء الأخير، المصيدة.

مأساة إنسانية شكلت حياته

ورغم البهجة التي كان ينثرها على الشاشة، فإن حياة إبراهيم سعفان لم تخلُ من مآسٍ إنسانية مؤلمة، فقد تزوج من إحدى جاراته في شبرا، وأنجب منها أربعة أبناء توفوا جميعًا خلال سنواتهم الأولى بسبب إصابتهم بالجفاف، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا قاسيًا في نفسه. وبعدها رزقه الله بخمسة أبناء، ثلاثة أولاد وابنتين، ليعوضه عن تلك الفاجعة.

رحيله المفاجئ

ظل سعفان يعمل حتى آخر لحظة في حياته، ليختتم مسيرته بمشهد درامي حقيقي. ففي 14 سبتمبر 1982، وأثناء وجوده في إمارة عجمان بالإمارات لتصوير أحد المسلسلات، تعرض لأزمة قلبية حادة فارق على إثرها الحياة عن عمر ناهز 58 عامًا.

رحل إبراهيم سعفان في صمت، لكنه ترك إرثًا فنياً ممتدًا، وضحكة صافية صادقة تظل تتردد في ذاكرة أجيال من الجمهور، ليبقى اسمه علامة مضيئة في سجل الكوميديا المصرية.