النهار
جريدة النهار المصرية

فن

سراج منير.. الأرستقراطي الذي عشق الفن ورحل في صمت

سراج منير
تقرير/ عبير عبد المجيد -

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير سراج منير، أحد أبرز نجوم السينما والمسرح في النصف الأول من القرن العشرين، الذي عرفه الجمهور بأناقته وحضوره الطاغي، كما أحبه النقاد لموهبته التي جمعت بين العمق والصدق الفني، وبرغم نشأته الأرستقراطية، اختار طريق الفن عن قناعة، فكتب لنفسه مشوارًا مميزًا ظل حاضرًا في ذاكرة محبي الدراما المصرية.

الميلاد والنشأة

وُلد سراج منير في 15 يوليو 1904 بحي باب الخلق في القاهرة لأسرة ميسورة الحال، وكان والده يشغل منصب مدير عام بوزارة المعارف. سافر في شبابه إلى ألمانيا ليدرس الطب، غير أن عشقه للتمثيل غلبه، فشارك هناك في بعض الأفلام الصامتة قبل أن يقرر العودة إلى مصر ويبدأ مشواره الفني.

البداية مع المسرح والسينما

بعد عودته، التحق بفرقة رمسيس مع يوسف وهبي، ثم عمل مع فرقة الريحاني، وشارك في فيلم زينب الصامت عام 1930 ليضع قدمه الأولى في السينما، تتلمذ على يد المخرج محمد كريم، الذي ساعده في صقل موهبته، ليتحول سريعًا إلى واحد من أهم نجوم جيله.

حياته الخاصة وصراعه مع المجتمع

في عام 1942 تزوج من الفنانة ميمي شكيب وظل زواجهما قائمًا حتى وفاته. وبرغم مكانته الاجتماعية العالية، عاش صراعًا داخليًا مع نظرة المجتمع آنذاك لمهنة التمثيل، لكنه أصر أن يقدّم أدوارًا رصينة تحافظ على قيمته الفنية.

الرحيل المفاجئ

في 13 سبتمبر 1957 رحل سراج منير عن عمر ناهز 53 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة بينما كان يستعد للوقوف على خشبة مسرح الإسكندرية. ترك خبر وفاته أثرًا حزينًا في الوسط الفني، وكتب بديع خيري نعيًا مؤثرًا على باب المسرح أكد فيه أن السماء كسبت نجمًا جديدًا.

أبرز أعماله

قدّم سراج منير خلال مشواره مجموعة من الأعمال التي صنعت له مكانة خاصة في السينما والمسرح، من بينها فيلم زينب عام 1930 الذي كان أولى خطواته على الشاشة، وسي عمر عام 1941 مع فرقة الريحاني حيث قدّم أداءً كوميديًا لافتًا، كما برع في أمير الانتقام عام 1950 بجوار أنور وجدي وفريد شوقي، وترك بصمة مميزة في فيلم عنتر ولبلب عام 1952 الذي أصبح من كلاسيكيات الكوميديا، إلى جانب بطولته وإنتاجه لفيلم حكم قراقوش عام 1953 الذي جسّد فيه شخصية تاريخية بطابع درامي.

رغم رحيله منذ عقود، ما زالت أعمال سراج منير حاضرة في وجدان الجمهور، تؤكد أن الفن الصادق قادر على أن يتجاوز حدود الزمان، وأن اسم صاحبه يبقى خالدًا مهما مرت السنوات.