النهار
جريدة النهار المصرية

فن

بريق الماضي يستمر بـ”درويش” .. والأعمال التاريخية تراهن على جودة الصناعة

من اليمين.. النقاد كمال القاضي وعماد يسري ورامي المتولي
إسراء الحسيني -

تثير الأعمال التاريخية جدلًا مستمرًا حول مدى تقبل الجمهور لها، سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية، ويزداد هذا الجدل مع ظهور أعمال تحقق نجاحًا لافتًا في شباك التذاكر، مثلما حدث مؤخرًا مع فيلم "درويش" الذي تصدر الإيرادات محققًا نحو 30 مليون جنيه بعد أسبوعين من عرضه، وهو ما دفع "النهار" لطرح تساؤل حول جاذبية هذا النوع من الأعمال للجمهور مع عدد من النقاد.

يرى الناقد رامي المتولي أن الأعمال التاريخية لا تزال قادرة على جذب الجمهور بقوة، سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية، لما تحمله من عناصر إبهار مرتبطة بالديكور والملابس وطبيعة اللغة وأجواء الماضي، وهو ما يخلق حالة من "النوستالجيا" لدى المشاهد.

وأكد أن انجذاب الجمهور لأي عمل يعتمد بالأساس على طريقة التناول؛ فهناك أعمال تُحاكي شخصيات حقيقية، وأخرى تخلط التوثيق بالخيال مثل "كيرة والجن" أو "الحشاشين"، وأعمال تستلهم أجواء الماضي لطرح إسقاطات معاصرة كما فعل يوسف شاهين في كثير من أفلامه، وأخيرة تستخدم الحقبة التاريخية كخلفية بصرية فقط وتقدم مغامرة تجارية بحتة مثل فيلم "درويش" الذي جمع بين الأكشن والرومانسية في إطار عصري.

وأيده الناقد عماد يسري موضحًا أن السيناريو والحوار هما أساس جذب الجمهور لأي عمل فني، يليهما عناصر الإبهار البصري، مشيرًا إلى أن الجمهور المصري دائمًا ما ينجذب للأعمال الأجنبية التي تدور في عصور مختلفة، ما يبرهن أن الحقبة نفسها ليست المعيار، بل كيفية صياغتها دراميًا وبصريًا.

أما الناقد كمال القاضي فيقدّم زاوية أخرى، إذ يرى أن المشاهد لا يمكن تقييده بنمط بعينه، سواء كان تاريخيًا أو معاصرًا، فالتاريخ ليس ضمانة للنجاح بحد ذاته، موضحًا أن المشاهد يتجاوب فقط مع العمل الجيد والمقنع، لافتًا إلى أن تميز أفلام الأربعينيات والخمسينيات لدى بعض المشاهدين يعود لكونها متميزة على مستوى الشكل والمضمون وبها حبكة درامية مؤثرة.

وأشار إلى أن نجاح "درويش" قد يكون مرتبطًا بحالة إبداعية خاصة توافرت فيها مواصفات العمل الجيد فنال إعجاب الجمهور، ربما أعادت للأذهان سحر الكلاسيكيات، معتبرًا أن هذا نوع من الارتباط النفسي ليس إلا.

واستبعد القاضي عودة الأفلام التراجيدية بطابعها التقليدي، مؤكدًا أن صناعة السينما بطبيعتها خاضعة للتطور والتحديث فنياً وتقنياً ولا يمكن أن تعود للوراء.