النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

الزعيم الكوري الشمالي يعيش هواجس أمنية بسبب الحمض النووي.. مرحاض خاص

الزعيم الكوري
كريم عزيز -

لا يترك الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عندما يسافر إلى الخارج، شيئًا للصدفة. فإلى جانب القطار المصفّح وحرسه الشخصي، يصطحب معه مرحاضًا متنقلًا، في إجراء قد يبدو غريبًا لكنه يعكس هوسًا أمنيًا متجذرًا في بيونج يانج، هدفه حماية فضلاته من الوقوع في أيدي أجهزة الاستخبارات الأجنبية.

وكشفت صحيفة نيكي اليابانية مؤخرًا أن كيم لجأ إلى هذا الإجراء خلال رحلته الأخيرة إلى بكين، حيث حضر العرض العسكري بمناسبة يوم النصر إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدة أن الغاية هي منع أي جهة خارجية من تحليل فضلاته لاستخلاص بيانات صحية أو وراثية حساسة.

ولم يقتصر الأمر على المرحاض المتنقل. فقد التقطت عدسات الكاميرات مشهدًا غير عادي عقب لقاء كيم مع بوتين، حين سارع مساعدوه إلى تنظيف الكرسي والطاولة التي استخدمها، في خطوة فسرها خبراء بأنها محاولة لمحو أي أثر من عرقه أو خلايا بشرته.

وأوضح الباحث بيتر وورد من معهد سيجونج الكوري الجنوبي أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية ما يسمى بـ «المؤشرات الحيوية» التي قد تكشف تفاصيل دقيقة عن صحة الزعيم وحتى حالته النفسية، مضيفًا: «من خلال الحمض النووي يمكن استخلاص معلومات عن الأمراض المزمنة، نقاط الضعف الجسدية، أو حتى السمات الشخصية».

هذه المخاوف لا تقتصر على كوريا الشمالية. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عُرف أيضًا باستخدام مرحاض متنقل وجمع مخلفاته خلال رحلاته الرسمية، تجنبًا لأي تحليل وراثي قد يكشف عن حالته الصحية، وفق صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

أما في الولايات المتحدة، فقد حذّر المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس عام 2021 من مخاطر استغلال البيانات الصحية والجينية من قبل دول منافسة، وعلى رأسها الصين، معتبرًا أن هذه المعلومات قد تشكل مادة استخباراتية عالية القيمة يمكن توظيفها في التفاوض أو في تقييم استقرار الأنظمة السياسية.