الحوثيون وإسرائيل.. سيناريوهات لاحتمالية التصعيد خلال الأيام المقبلة

يستمر الصراع العسكري بين جماعة أنصار الله "الحوثيين" وإسرائيل منذ نحو عامين، وسط توقعات متباينة لاحتمالية التصعيد بتوسيع الضربات ودائرة الهجمات خلال الأيام المقبلة، خصوصاً مع تلويح الجماعة بالرد على مقتل رئيس حكومتها وعدد من الوزراء مؤخراً، الأمر الذي قد يفضي إلى إعادة تشغيل الجبهات المعطلة وتعجيل "جولة الحرب الجديدة" المرتقبة بين طهران وتل أبيب.
وفي مقابل تلك الآراء، يتوقع آخرون أن ثأر الحوثيين سيكون محدوداً لتجنب التصعيد الكبير ضد اليمن، وفي الوقت نفسه عدم إعطاء الذريعة لتشكيل تحالف إقليمي أو دولي ضدها، وبالتالي تعزيز الدعم لإسرائيل.
وتنفذ جماعة الحوثي منذ أكتوبر 2023، هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، تقول إنها تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.
ومن اليمن، يؤكد عضو اللجنة المركزية لحزب العدالة والبناء المقرب من "الحوثيين"، عادل راجح، أن مسار المساندة اليمنية لغزة "قائم وثابت، رغم العدوان الإسرائيلي على حكومة صنعاء في 28 أغسطس 2025، ورغم التهديدات الأمريكية والصهيونية، ومرتهني الداخل.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، استهدفت طائرة مسيرة أطلقت من اليمن، قاعة المسافرين في مطار رامون الإسرائيلي بالنقب، وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فأن السلطات دفعت بقوات وفرق إطفاء إلى مطار رامون.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اعترض 3 مسيرات أطلقت من اليمن، وهو أمر بات يجري بشكل مستمر خلال الفترة الماضية، حيث تم استهداف المنشآت الإسرائيلية من قبل اليمن.
كما أن اليمن اعتمد استراتيجية عسكرية جديدة باستخدام أسلحة متطورة مثل (فلسطين 2) الانشطارية، وكذلك استمرار العمليات البحرية، والأيام المقبلة ستشهد عمليات عسكرية ضخمة ومفاجئة، سواء في عمق الكيان الصهيوني أو في منطقة البحر الأحمر".
وهذا ما دفع بعض المحللين، مثل الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أحمد فؤاد أنور، إلى التعبير عن مخاوفه من توسع الضربات المتبادلة بين الحوثيين وإسرائيل، مؤكداً أن "توسع الاشتباك غير مستبعد خلال الأيام المقبلة".
ويرى أنور، أن هذه المخاوف الحقيقية تأتي بعد تقلص مجال المناورة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يراهن على توريط أطراف أخرى في الصراع مع الحوثيين، منها مصر لتعويض خسائرها في قناة السويس.
ويتفق الباحث في الشأن الإقليمي كمال زغلول مع الآراء السابقة بشأن الهجوم الحوثي المرتقب، لكنه يعتقد أن الضربات ستكون محدودة لتجنب التصعيد الكبير ضد اليمن، مستبعداً شمول التصعيد للعراق أو إيران.
ويعلل زغلول ، ذلك بالموقف الأمريكي الذي يحاول التفاوض مع حماس، ويقول: من يريد إنهاء الحرب لا يشعل حرباً أخرى، وبالتالي المرحلة الحالية تعتمد على مدى تجاوب حماس مع واشنطن وقدرة الأخيرة على فرض رأيها على تل أبيب للتهدئة في المنطقة".
ويعزو الباحث هذه الرغبة الأمريكية في إنهاء الصراع إلى اهتمام واشنطن بالتحالف الأمني بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية في المنطقة الأوراسية، وبالتالي تريد الإدارة الأمريكية التفرغ إلى تلك المنطقة.