النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

الرئيس الروسي يهدد: القوات الأجنبية في أوكرانيا أهدافاً مشروعة للتدمير

الرئيس الروسي
كريم عزيز -

وجَّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدًا مباشرًا لأي قوات أجنبية قد تُنشر في أوكرانيا، معتبرًا إياها «أهدافًا مشروعة للتدمير»، وذلك خلال مشاركته في منتدى اقتصادي بمدينة فلاديفوستوك، وذلك بعد يوم واحد فقط من اجتماع القادة الأوروبيين في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية المستقبلية لأوكرانيا.

وأعلن بوتين بوضوح تام أن روسيا ستتعامل بحزم مع أي وجود عسكري أجنبي على الأراضي الأوكرانية، قائلًا وفقًا لما نقلته صحيفة «فايننشال تايمز»: «إذا بدأت بعض القوات العسكرية بالظهور هناك، خاصة الآن أثناء استمرار القتال، فسنعتبرها أهدافًا مشروعة للتدمير».

شروط السلام الروسية

لكن الرئيس الروسي فتح باب الاستثناء مشيرًا إلى أنه في حالة التوصل لاتفاق سلام دائم، فإنه «لا يرى معنى لوجودها في أوكرانيا»، وفي سياق متصل، وضع بوتين شروطًا صارمة لأي محادثات سلام مستقبلية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مُصرًا على أن تُعقد هذه المفاوضات في موسكو حصريًا.

وبرر موقفه قائلًا: «إذا كان أحد يريد حقًا أن يلتقي بنا، فنحن مستعدون.. أفضل مكان لذلك هو عاصمة الاتحاد الروسي»، معتبرًا أن أي مكان آخر يمثل «توقعات مفرطة» من روسيا.

في المقابل، تتسارع الجهود الغربية لوضع ترتيبات أمنية شاملة لأوكرانيا، وكشفت الصحيفة البريطانية عن أن أكثر من 20 دولة من حلفاء كييف في "تحالف الراغبين" وضعت خيارات مفصلة لنشر قوة متعددة الجنسيات، تشمل القوات البرية والبحرية والجوية بدعم أمريكي.

وتؤكد هذه الدول أن مناقشاتها تتعلق حصريًا بمرحلة ما بعد انتهاء النزاع، دون أي خطط لوجود قوات على الأرض قبل تسوية الصراع نهائيًا، وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الولايات المتحدة ستكشف خلال الأيام المقبلة عن طبيعة مساهمتها في ضمان أمن أوكرانيا بعد الحرب.

وبينما استبعدت واشنطن نشر قوات برية، فإنها تدرس تقديم أشكال أخرى من الدعم الأمني كالمساندة الجوية والاستخباراتية، أما على الصعيد الأوروبي، فأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في تصريحات لـ«فايننشال تايمز»، الأسبوع الماضي، أن الحلفاء الأوروبيين يعملون على وضع خطط مفصلة لعمليات نشر عسكرية محتملة في مرحلة ما بعد الحرب، رغم انقسام الدول الأعضاء حول طبيعة مساهمة كل منها، بين مؤيد لإرسال قوات ومعارض لهذا التوجه.

تحالف روسي-صيني

تأتي تصريحات بوتين في إطار تعزيز التحالف الإستراتيجي مع الصين، إذ عاد الرئيس الروسي إلى فلاديفوستوك بعد زيارة مهمة للصين استمرت أربعة أيام، شارك خلالها مع نظيريه الصيني شي جين بينج والكوري الشمالي كيم جونج أون في عرض قوة واضح، حضر خلاله أحد أكبر العروض العسكرية الصينية، وأعلن عن تقدم ملموس في صفقة غاز طال انتظارها مع بكين.

واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الذي التقى بوتين في لقاء تاريخي بألاسكا الشهر الماضي سعيًا للتفاوض حول إنهاء الصراع الأوكراني- أن هذا التحالف الثلاثي يشكل تآمرًا ضد المصالح الأمريكية.

على الصعيد الاقتصادي، أكد بوتين في فلاديفوستوك تعميق العلاقات التجارية والمالية مع الصين، مشيرًا إلى أن البلدين ناقشا في بكين تطوير آليات دفع مشتركة تتيح تجاوز القيود المفروضة على روسيا جراء قطعها عن نظام سويفت المصرفي الدولي.

كما رحب الرئيس الروسي بقرار بكين السماح للسياح الروس بدخول الأراضي الصينية لمدة 30 يومًا دون تأشيرة، في خطوة تعكس التقارب المتنامي بين البلدين في مواجهة الضغوط الغربية.