في ذكرى ميلاده.. فؤاد المهندس صانع البهجة ورفيق الأجيال

في السادس من سبتمبر، يوم تتفتح فيه ذاكرة الفن على ملامح رجل لم يكن مجرد ممثل، بل كان مدرسة في البهجة والأصالة. وُلد فؤاد المهندس في حي العباسية عام 1924، وعبر دروبه الأولى شق طريقه نحو خشبات المسرح وعدسات السينما، ليغدو رمزا للكوميديا الراقية.
رحلة عمر من العباسية إلى القلوب
جاء فؤاد المهندس إلى الدنيا بين أربعة أشقاء، ابنا للعالم اللغوي زكي المهندس، فجمع بين الثقافة والموهبة، كانت بدايته من مسرح الجامعة، ومن هناك انطلق إلى سماء الفن، ليقدم نحو 200 عمل بين المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، وبرنامجه الشهير "كلمتين وبس" وفوازير "عمو فؤاد" بقيا بوصلة حنين لكل من عاش طفولته في تلك الأيام.
ارتبط اسمه بالثنائي الفني مع شويكار، الذي صنع نجاحات مضيئة في مسرحيات وأفلام صارت جزءًا من ذاكرة الشاشة، ومن خلال أكثر من 70 فيلمًا بينها أرض النفاق، شنبو في المصيدة، أخطر رجل في العالم، رسم صورة للكوميديا التي تتسلل بخفة وعمق إلى الروح.
سيد المسرح وعاشق الكلمة
المسرح كان عشقه الأول، على خشبته قدم سيدتي الجميلة، السكرتير الفني، أنا وهو وهي، حواء الساعة 12، سك على بناتك، ولم يتوقف حتى حين داهمه المرض، فقد أصر على اعتلاء المسرح بمسرحية إنها حقًا عائلة محترمة وهو يواجه جلطة في القلب، كأنه يستمد الحياة من وقوفه أمام الجمهور.
ولم يكن التمثيل وحده وسيلته للوصول إلى الناس، بل علقت أغانيه الساخرة والمرحة في الذاكرة، هنوا أبو الفصاد، رايح أجيب الديب من ديله، الراجل ده هيجنني، قلبي يا غاوي خمس قارات، حبيبي يا رقة، اغاني بسيطة لكنها محملة بخفة دم لا تُنسى.