حوار مع الباحثة مريانا سامي حول أطروحتها للماجستير بأعلام القاهرة بخصوص تناول القضايا المجتمعية في المواقع الألكترونية الصحفية
خاص| معالجة المواقع الألكترونية لقضايا المجتمع.. رسالة ماجستير بأعلام القاهرة تسلط الضوء على القضايا المجتمعية

تمت مناقشة رسالة ماجستير بأعلام القاهرة حول معالجة المواقع الالكترونية الصحفية المصرية لقضايا المجتمع، حيث جاءت الرسالة محاولة الكشف عن مواضيع رئيسية: غلاء الأسعار خلال عام 2024 وتشمل ٣ موضوعات رئيسية (غلاء أسعار السلع الغذائية والتموينية - غلاء أسعار الخدمات الضرورية - غلاء أسعار المواد البترولية والطاقة)، نستطيع من خلالها فهو إستراتيجية الموقع الألكترونية الصحفية وتصنيفها إلى فئات معينة.
قامت بهذه الدراسة الباحثة والصحفية المتخصصة في الشأن القبطي وحقوق الأقليات الأستاذة مريانا سامي ونوقشت بكلية الإعلام بجامعة القاهرة تحت عنوان: "معالجة المواقع الإلكترونية الصحفية المصرية لقضايا المجتمع: دراسة مقارنة"، حيث أجيزت الدراسة وحصلت الباحثة على تقدير عام إمتياز.
جرت المناقشة تحت إشراف أ.د راجية أحمد قنديل، أستاذة الصحافة والرأي العام بالكلية، بمشاركة لجنة الحُكم المكونة من الأعضاء أ.د محرز غالي أستاذ الصحافة بالكلية، و أ.د نشوى اللواتي رئيس قسم الصحافة بأكاديمية أخبار اليوم.
- سبب أختيار موضوع الرسالة؟
- أن عام 2024 شهد الكثير من الجدل المجتمعي والاختلاف في الرأي حول هذه القضية وأسبابها والأطراف المسؤولة عنها ومدى نجاح الأجهزة والمؤسسات المعنية في إدارة الأزمات التي نجمت عنها، ومااتخذته الحكومة من إجراءات وماقدمته من حلول لمواجهتها والتخفيف من حدتها.
وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك الحوار والنقاش المجتمعي بمفرداته ولغته وتقديراته وتعقيداته واتجاهاته المختلفة ولهجاته على المضامين الإعلامية والمعالجات الصحفية لهذه القضية العامة في مختلف أشكال وألوان وأنواع الصحافة المعاصرة بصفة عامة والرقمية – محل اهتمام هذه الدراسة - بصفة خاصة.
تمثلت أهداف الدراسة في رصد وتحليل إلى أي مدى كان هناك تأثير لنمط ملكية وتمويل المواقع الصحفية عينة الدراسة على معالجتها لقضية غلاء الأسعار والمقارنة بينهم لبيان أوجه التشابه والاختلاف والتماثل.
قالت: رسالتي تتناول انماط التمويل والملكية والأحتكار والمضمون التحريري والملكية وهكذا، وقدرة المواقع الألكترونية بالنسبة للصحف الورقية من حيث التأثير. فالمواقع الألكترونية لديها ميزات ليست موجودة للصحف الورقية، بالأضافة إلى زيادة عدد مستخدمي الأنترنت في مصر في الأونة الأخيرة، ويمكن معرفة من يقرأ ماذا. المبيعات للصحف الورقية قلت للغاية.
"المواقع الألكترونية تستطيع تقديم الموضوعات بطرق مختلفة جداً، انفوجراف فيديو فيديوجراف وهكذا.." الباحثة ميريانا سامي
هل معالجات المواقع الألكترونية للقضايا المجتمعية تتم بطريقة أكاديمية ام تجارية؟ والنسبة تقترب من كام في المائة؟ ورأيك بخصوص تلك النقطة.
ليس مطلوب من المواقع الألكترونية الصحفية ان تقدم الموضوعات بطرق أكاديمية، ولكنها تقدمها بشكل صحفي، ونعم تقدم بعض المواقع الموضوعات بشكل تجاري، ولكني اتحفظ على مصطلح تجاري إلى حد ما، فهو مفهوم فضفاض للغاية، لكنها تقدم عناوين تستطيع إستقطاب المتابعين، سواء كانت تلك العنواين مضلله ام لا.
عدم أهتمام المواقع بالأبحاث الأكاديمية والأستفادة منها.. لماذا لا نرى شراكات أكاديمية إعلامية مع العلوم الأجتماعية؟
رأيي احيانا ان الأبحاث الأكاديمية مفصولة إلى حد ما عن الواقع العملي، أغلب المواقع والصحف لديها فجوة لانها ليس لديها استعداد لمتابعة التراكم العلمي حفي هذا المجال للإستفادة منه، وذلك راجع لأستراتيجية تلك المواقع نفسها، فهل الموقع او الجريدة يريد تطوير المحتوى والمضمون للجمهور ام لا، وقياساً على ذلك منهج التطوير في الموقع أو المؤسسة.
ولكننا نشجع الرسائل العلمية المتسقة مع الواقع والتي ليست منفصلة عنها، وهذا ما قمت به كوني أكاديمية وصحفية لرصد الواقع الحالي للمواقع والصحف الورقية.
كيف يمكن إستغلال مثل تلك الرسائل في إحداث تطور إيجابي في المجتمع
في المواقع عينة الدراسة تستطيع ان تأخذ النتائج للرسائل العلمية لتطبيقها او جزء منها لتحسين المحتوى أو غيره
كيف يمكن تطوير المحتوى الأخباري المجتمعي في مصر؟
بالعديد من الطرق منها؛ تطوير استراتيجيتنا التحريرية داخل المواقع الألكترونية، تطوير وتأهيل وتدريب الصحفيين، زيادة الاجور بشكل مرضي، الأشتغال على قضايا بعينها، ووجود هامش من الحرية للصحافة، فبدون هامش الحرية فلا تطوير سيحدث في الصحافة حتى وان تم حل كافة المشاكل الأخرى التي ذكرتها.
البعض يرى ان مناقشة قضايا المجتمع المصري عبر المواقع يسيء لسمعة مصر خارجياً
بدون مناقشة القضايا السلبية لن نتمكن من الوصول لحل.
قدرة تأثير المواقع الألكترونية مقارنة بالورقية في إحداث تأثير
علاقة الإعلام بصفة عامة بالمجتمع تعتمد على التأثير والتأثر.. هل التأثر هو الغالب على المواقع ام تلك المواقع التي تفرض تأثيراتها المختلفة؟
من خلال دراستي وجدت موقعان متأثران بالواقع الفعلي للمجتمع المصري بشكل كبير، وهكذا ايضاً وجدت من يغرد في سرب منفصل، بل يصل المدى أحياناً لوصف واقع مغيار لما هو حادث على أرض الواقع بشكل كبير،
- النتائج التي توصلت إليها الرسالة؟
توصلت الدراسة إلى مجموعة كبيرة جدًا من النتائج والتفسيرات حولها لكن يمكن الإشارة إلى بعض منها مثل:
تكشف المقارنة بين المواقع الصحفية الأربعة عن وجود تماثل واضح بين مواقع معينة في معالجة قضية غلاء الأسعار، سواء على مستوى اللغة المستخدمة أو زاوية التناول التي تميل إلى التبرير أو التهدئة أحيانًا، مع تحميل المسؤولية لعوامل خارجية أو "مصطنعة، في المقابل، تختلف معالجتهما جذريًا عن المعالجة المقدّمة في مواقع خاصة أخرى، والذي يبرز تقاطعات الأزمة مع السياسات الاقتصادية وهيكل السوق، مع اهتمام واضح بتأثير الغلاء على الفئات الاجتماعية الأضعف، كما يُلاحظ تقارب كبير في التناول بين المنصات الصحفية الخاصة، سواء من حيث الفنون التحريرية المستخدمة أو التركيز على البُعد الحقوقي والاجتماعي للأزمة.
ويمكن القول إن نتائج هذه الدراسة تتسق مع الإطار البحثي العام للدراسات السابقة، لكنها تضيف بُعدًا جديدًا تمثل في تحليل هذا التأثير في سياق الصحافة الرقمية في مصر، كما تضيف هذه الدراسة بُعدًا جديدًا إلى نتائج الدراسات السابقة، حيث تُثبت أن التقسيم التقليدي الذي يفترض أن المواقع الصحفية القومية وحدها هي التي تنحاز للرواية الرسمية في تفسير القضايا والأزمات المجتمعية، بينما تميل المواقع الخاصة إلى النقد، لم يعد صالحًا بشكل مطلق، حيث أظهرت النتائج أن موقع ما، رغم كونه موقعًا خاصًا، تشابه في معالجته لقضية غلاء الأسعار مع موقع قومي، بل وتفوق عليه أحيانًا في تبرير السياسات الاقتصادية للحكومة، وهذا يشير إلى أن اتجاهات المعالجة الصحفية لم تعد تخضع للتقسيم الكلاسيكي القائم على طبيعة الملكية، بل باتت تتأثر بعوامل أخرى، من بينها مدى استقلالية المنصة عن الدولة وعن المؤسسات الإعلامية الكبرى، التي تتأثر بمصالح ملاكها اقتصاديًا وسياسيًا، إذ أن المنصات الصحفية –المستقلة- عن هذه المنظومة هي التي قدمت تغطية مغايرة وأكثر تنوعًا في تناول القضية كما أظهرت بعض النتائج لبعض المنصات الصحفية الألكترونية.