النهار
جريدة النهار المصرية

عربي ودولي

التصعيد الإسرائيلي الحوثي إلى أين؟.. باحث يفجر مفأجاة

محمد فوزي
كريم عزيز -

كشف محمد فوزي، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عن سيناريو خطير بشأن التصعيد بين كل من إسرائيل والحوثيين، في ظل هجوم هو الأكثر تصعيداً منذ بدء التصعيد بين الحوثيين في اليمن والاحتلال الإسرائيلي، حيث استطاعت إسرائيل عبر عدد من الغارات الجوية المركزة التي تم تنفيذها تباعاً في 28 أغسطس 2025، اغتيال رئيس الحكومة التابعة للتنظيم اليمني أحمد غالب الرهوي مع عدد من الوزراء، بما جعل من هذا الهجوم هو الأكثر استثنائيةً بالنسبة لإسرائيل تجاه الحوثيين منذ بدء التصعيد، نتيجة لطبيعة المُستهدف والنتائج التي حققتها العملية، فضلاً عن كونها إيذاناً ببدء إسرائيل في تنفيذ «خطة اغتيالات» هدفها إضعاف التنظيم.

وأكد «فوزي» في تحليل له، أن هذا الهجوم ينذر بارتفاع وتيرة التصعيد بين الحوثيين من جانب وإسرائيل من جانب آخر، على المستوى الكمي والكيفي، بمعنى إقدام إسرائيل على المزيد من الاستهدافات لقيادات حوثية، بهدف إضعاف التنظيم، مع توسيع الحوثيين هجماتهم في البحر الأحمر، واستعمال المزيد من الأسلحة الفاعلة في إطار الهجمات على إسرائيل.

وحول دلالات ذلك، بحسب تحليل محمد فوزي، أكد احتمالية عودة الولايات المتحدة إلى استهداف ومهاجمة الحوثيين، استناداً إلى خرق الحوثي أهم الخطوط الحمراء بالنسبة لواشنطن متمثلاً في استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فضلاً عن تحفيز إسرائيل واشنطن من أجل استئناف الهجمات ضد التنظيم اليمني.

وذكر أيضاً توجه إسرائيل نحو التصعيد على جبهات متعددة، ما يتجسد في الإعلان عن المصادقة على خطط احتلال قطاع غزة، بالتزامن مع تعقد مباحثات وقف إطلاق النار، وكذا الخطط الإسرائيلية الخاصة بضم الضفة الغربية، بالإضافة إلى تنامي المؤشرات على احتمالية عودة التصعيد في الجبهة اللبنانية، وكذا المؤشرات على احتمالية تجدد الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

وبعيداً عن ربط الحوثيين وقف تصعيدهم تجاه إسرائيل أو في البحر الأحمر بحرب غزة، أكد محمد فوزي، أن إن الطابع العقائدي والفكري للحوثيين كحركة عسكرية بالأساس يعزز من افتراض التوجه نحو المزيد من التصعيد والتصلب في مواجهة إسرائيل، على اعتبار أن الحركة اليمنية في محصلتها هي نتاج لتداخل أفكار العنف والثورة والتمرد والانتقام والشعور بالمظلومية، بل إن الحركة تنظر إلى هذا التصعيد وغيره من الحروب التي خاضتها باعتبارها نمطاً «تعبدياً»، وهي عوامل بنيوية تدفع التنظيم باتجاه المزيد من التصعيد وربما خوض «معركة كربلائية» تتجاوز فيها أي اعتبارات أو حسابات سياسية.