النهار
جريدة النهار المصرية

رياضة

ليفربول بين عهد كلوب وبداية سلوت.. مقارنة اقتصادية بين سوق 2025/26 وأسواق يورغن كلوب

مروان عبدالحميد -
يُعتبر صيف 2025/26 بداية صفحة جديدة في تاريخ ليفربول، حيث أنهى الفريق مرحلة يورغن كلوب وبدأ عهد المدرب الهولندي آرني سلوت، ومعه تغيّرت سياسات النادي في سوق الانتقالات بشكل ملحوظ. وبينما كان كلوب رمزًا للانضباط المالي مع إدارة محكمة للموارد، جاء الصيف الحالي ليشهد إنفاقًا قياسيًا هو الأضخم في تاريخ النادي.
إنفاق 2025/26.. نقطة تحول
بحسب موقع Transfermarkt، أنفق ليفربول هذا الصيف ما يقارب 483.7 مليون يورو على صفقات جديدة، مع تحقيق إيرادات من البيع بحوالي 219.5 مليون يورو، ليصل صافي الصرف إلى 264.2 مليون يورو بالسالب (Transfermarkt). هذه الأرقام تجعل من سوق 2025/26 الأكثر تكلفة على الإطلاق للنادي، بل ويضعه في مصاف الأندية الأعلى إنفاقًا في أوروبا خلال العقد الأخير.
أسواق كلوب.. إنفاق محسوب وبيع منظم
على مدار فترة يورغن كلوب (2015–2024)، كان ليفربول يتبع فلسفة مختلفة. النادي لم يكن من أكثر الأندية إنفاقًا، لكنه اعتمد على إعادة استثمار أموال المبيعات الكبيرة في صفقات نوعية، وهو ما جعله يحافظ على توازن اقتصادي مثالي.
* صيف 2018: أنفق ليفربول نحو 182 مليون يورو للتعاقد مع أليسون بيكر (62 مليون)، فيرجيل فان دايك (75 مليون)، ونابي كيتا (60 مليون تقريبًا)، بتمويل جزئي من صفقة بيع كوتينيو إلى برشلونة التي بلغت 145 مليون يورو .
* صيف 2020–2022: متوسط الإنفاق لم يتجاوز 90–100 مليون يورو سنويًا، مع التركيز على صفقات ذكية مثل ديوغو جوتا، تياجو ألكانتارا، وداروين نونيز لاحقًا.
* المحصلة: طوال فترة كلوب، لم يتجاوز صافي إنفاق ليفربول الإجمالي حاجز –300 مليون يورو في 9 سنوات، أي بمعدل أقل من 40 مليون يورو سالب في الموسم الواحد.
الفوارق الجوهرية بين العهدين
1. حجم الإنفاق:
* كلوب: إنفاق متوسط لا يتجاوز 150 مليون يورو في السوق الواحدة.
* سلوت (2025): إنفاق قياسي بلغ 484 مليون يورو في صيف واحد.
2. التمويل:
كلوب: الاعتماد على بيع النجوم (مثل كوتينيو، ماني) لتغطية تكاليف صفقات جديدة.
سلوت: إنفاق مباشر من ميزانية النادي مع مبيعات داعمة، لكن دون الاعتماد الكامل عليها.
3. السياسة الرياضية:
كلوب: بناء فريق تدريجي عبر تدعيمات نوعية قليلة لكن مؤثرة.
سلوت: إعادة هيكلة شاملة للخط الأمامي والأطراف في موسم واحد.
4. الرواتب:
خلال فترة كلوب، التزم النادي بانضباط نسبي في فاتورة الأجور، التي لم تتخطَ 150 مليون جنيه إسترليني سنويًا.
صيف 2025 حافظ على نفس الانضباط (143.5 مليون إسترليني)، ما سمح بهامش مناورة أكبر في قواعد الاستدامة المالية (Spotrac, The Athletic).
قراءة اقتصادية رياضية
عهد كلوب: النجاح لم يكن مرتبطًا بحجم الإنفاق، بل بالكفاءة. ليفربول حصد دوري الأبطال 2019 والدوري الإنجليزي 2020 بأقل استثمارات مقارنة بمنافسيه المباشرين مثل مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
بداية عهد سلوت: الإدارة تراهن على أن الاستثمار الضخم في لاعبين شباب (فيرتز، إيكيتيكي) ونجوم جاهزين (إسحاق) سيضع الفريق سريعًا في سباق البطولات محليًا وأوروبيًا.
الخلاصة
إذا كان عهد كلوب قد بُني على الرشادة المالية والانضباط مع نجاح رياضي مبهر، فإن عهد سلوت يبدأ على قاعدة الإنفاق القياسي والاستثمار في النجوم. التحدي الآن أن ينجح ليفربول في ترجمة هذه الاستثمارات إلى بطولات، وإلا فإن الإنفاق الكبير سيُفسَّر كـ"مخاطرة مالية" لا تتناسب مع هوية النادي.