النهار
جريدة النهار المصرية

منوعات

وزارة التعليم الوطني الفرنسية تعتمد رواية ”دفاتر الوراق” في مناهجها

هالة ياقوت -

اعتمدت وزارة التعليم الوطني الفرنسية رواية "دفاتر الوراق" للروائي الأردني جلال برجس، كمقرر دراسي لمنهاج طلبة الثانوية العامة في البكالوريا الدولية في فرنسا.
وتأتي هذه الخطوة بمثابة تقدير للأدب العربي بشكل عام، والأردني بشكل خاص، إذ إن آلاف الطلبة في فرنسا سوف يقرأون هذا الرواية التي صدرت لأول مرة في العام 2020 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في لبنان، وحازت على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2021، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».

أما عن دفاتر الوراق فتتكئ على حكايات عن المهمّشين تُروى من خلال عدد من الدفاتر في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و2019 عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب، ويقاسي آخرون عدم انتمائهم إلى عائلات كبيرة. تتقاطع مصائر الشخصيات ببعضها فتبرز قيمة البيت والذي حمل رمز الوطن مقابل أكثر من شكل للخراب. الشخصية المحورية ورَّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصية أي رواية تقنعه ويتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ليعيش صراعًا بين صوتين في داخله: واحد مُحرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه في العيش، والثاني يقف بوجهه متكئًا على محمول معرفي عميق. تكشف الرواية إضافة إلى هذا المنحى وخلال التناوب بين محتوى الدفاتر من سينتصر على الآخر، وكيف تتشابك الحكايات ببعضها لتؤدي إلى مقولة رئيسية في الرواية مفادها: أن الخوف حتمًا سيؤدي إلى الخراب.

تدور أحداث الرواية في مدينتيّ عمّان وموسكو. بطل الرواية، إبراهيم، وهو بائع الكتب مثقف وقارئ نهم، لكنه فقد متجره ووجد نفسه متشرّدًا. صار حديث الشارع بعدما واجه أحداثاً كثيرةً في زمن شبكات التواصل الاجتماعي، فيعيش العزلة والوحدة وتتفاقم حالته النفسية جرّاءها فيصاب بفصام الشخصية وتتلبّسه شخصيات أبطال الروايات التي كان يحبها فيتقمصها ويرتكب سلسلة من جرائم السطو والسرقة والقتل،وفي الأخير يحاول الانتحار لكنه التقي بامرأة غيّرت مصيره.

ويذكر أن السيرة الروائية "نشيج الدودوك" قد اعتُمدت في العام الماضي في منهاج البكالوريا الدولية في فرنسا.

جلال برجس شاعر وروائي أردني، نال عن روايته "دفاتر الوراق" الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) 2021. وصلت سيرته الروائية "نشيج الدودوك" للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023، وصلت روايته "سيدات الحواس الخمس" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2019، نال عن روايته "أفاعي النار" جائزة كتارا للرواية العربية 2015. وفازت روايته "مقصلة الحالم" (2013) بجائزة رفقة دودين للإبداع السردي، وفازت مجموعته القصصية "الزلزال" بجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012. صدر له في الشعر: "كأي غصن على شجر"، و"قمر بلا منازل"، وكجرح في نحر أبيض. وصدر له في الرواية مؤخرا: معزوفة اليوم السابع، وله في أدب المكان "شبابيك مادبا تحرس القدس" و"رذاذ على زجاج الذاكرة"، وهو صاحب فكرة "حكايات المقهى العتيق" أول رواية مشتركة يكتبها تسعة كتاب. ترجمت رواياته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والهندية، والإيطالية.
يعمل الروائي جلال برجس في المركز الأردني للتصميم والتطوير. يعد ويقدم برنامجا إذاعيا بعنوان بيت الرواية. يشغل عدة مناصب ثقافية منها: خبيرا للشؤون الثقافية في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس تحرير مجلة صوت الجيل التي تعنى بأدب الشباب، ورئيساً سابقاً لمختبر السرديات الأردني، ولعدد من الهيئات الثقافية الأردنية، ومدير تحرير لعدد من المجلات الثقافية.