هل ينتهى النفوذ الإيراني في لبنان بنزع سلاح ”حزب الله” ؟ (تقرير)

يشهد لبنان لحظة سياسية فارقة، إذ تتقاطع الضغوط الأميركية والإسرائيلية مع التعقيدات الداخلية، لتضع ملف سلاح "حزب الله" في صدارة المشهد.
وذكر مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ،فى تصريح له إن الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب يمكنها، من خلال اتخاذ قرارات حاسمة، تحرير بيروت من سيطرة حزب الله ونفوذ إيران، مشددًا على أن نزع سلاح حزب الله بالكامل يجب أن يكون شرطًا أساسيًا لأي إصلاحات في لبنان، وفقا لما نقلت "فوكس نيوز".
وأوضح أن على الولايات المتحدة، بالتعاون مع حلفائها، قطع خط إمداد الأسلحة من إيران إلى لبنان، وتحديد وتدمير كل صاروخ وكل قطعة من المعدات العسكرية التي ترسلها طهران إلى لبنان، وبالتزامن مع ما قاله بومبيو أعلن نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، مجددًا أن هذه الجماعة المسلحة المدعومة من إيران لن تقبل بسياسة نزع السلاح التي تفرضها الحكومة اللبنانية.
وخلال العقود الأخيرة، تجسّد النفوذ الإيراني في لبنان بشكل أساسي عبر حزب الله، الذي تأسس الحزب في أوائل الثمانينيات بدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني، ومع مرور الوقت، تطوّر ليصبح قوة سياسية وعسكرية نافذة، ويمثل أهم وكيل إقليمي لإيران ضمن ما يُعرف بـ "محور المقاومة". وبينما يرى أنصاره أنه درع ضد العدوان الإسرائيلي، يرى منتقدوه أنه يقوّض الدولة اللبنانية ويساوم على سيادتها.
ويري لبنانيون، أن الدعم الإيراني سواء المالي، العسكري، أو الأيديولوجي- مكن "حزب الله" من الحفاظ على ترسانة عسكرية تتفوق في كثير من الأحيان على الجيش اللبناني، خلق هذا الواقع اختلالاً في ميزان القوى داخل البلاد، حيث يعمل حزب سياسي أيضًا كقوة عسكرية موازية. فبالنسبة لقاعدة حزب الله، وخاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 وحرب عام 2006، يرمز الحزب إلى المقاومة الوطنية. ومع ذلك، يرى الكثير من اللبنانيين أن حزب الله أداة للسياسة الإيرانية، ويخدم الأجندة الإقليمية لطهران على حساب استقلال لبنان.
وكانت نقطة التحول عندما أعلن الرئيس اللبناني، جوزيف عون، في عام 2025 بشكل صريح أنه يجب تسليم جميع الأسلحة خارج سيطرة الدولة، بما في ذلك أسلحة حزب الله، إلى الجيش. أشارت هذه التصريحات غير المسبوقة إلى تحول محتمل في نهج الدولة نحو السيطرة الحصرية على السلاح. ورغم أن عون أكد على الحوار كمسار للمضي قدمًا، فقد رفض حزب الله فكرة نزع السلاح، مصرًا على أن أسلحته مرتبطة بالتهديدات الإسرائيلية المستمرة. يوضح هذا التباين معضلة لبنان المستمرة: الموازنة بين سيادة الدولة وواقع وجود فاعل قوي من خارج الدولة مدعوم بقوة إقليمية.
ويري البعض انه الضروري أن تعود الدولة وحدها للسيطرة الحصرية على السلاح، وأن تتبنى سياسة خارجية متوازنة تتجنب التورط في المحاور الإقليمية، حتى يتمكن لبنان من استعادة استقراره.